ألوم نفسي على رفض الخطاب أثناء الدراسة الجامعية!

2003-04-08 02:20:58 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد التحية:


أشكركم على هذا الموقع المتميز الذي أتاح لنا فرصة طرح مشاكلنا وأخذ الاستشارة منكم.

أنا فتاة والحمد لله على قدر وافر من الجمال والعلم والأدب والخلق... مشكلتي أنني خلال دراستي بالجامعة كان يتقدم لي الكثير من الشباب، وكنت أرفض بحجة الدراسة، وإنني أود إكمال دراستي والعمل بعد ذلك، ولكن بعد انتهائي من الدراسة الجامعية لم يعد يتقدم لي الكثير، مع أنني قررت بأن من يتقدم لي ويكون جيداً سأوافق، المهم هذه المشكلة نغصت علي حياتي منذ عدة سنين، أي: بعد الانتهاء من الدراسة مع أنني أدعو الله كثيراً بأن يرزقني الزوج الصالح والذرية الصالحة، ولكنني أصبحت تنتابني لحظات يأس، مع أن المؤمن لا يجوز له أن ييأس من رحمة الله عز وجل؛ لأن رحمة الله وسعت كل شيء.

وأخذت ألقي اللوم على نفسي بأنني لو وافقت على من تقدم لي لكنت الآن أماً وزوجة، فهل الزواج هو نصيب من عند الله ورزق أم أنني من حرمت نفسي من هذا الرزق برفضي من كان يتقدم لي وخاصة أنني ألام ممن حولي على هذا؟ فهل نحن فعلاً لنا يد بذلك أم أن الزواج بيد الخالق كتبه لنا عند ولادتنا وأننا مسيرون من الله في هذا الأمر.

أرجوكم أريد منكم النصح في هذا الموضوع وخاصة أن هذا الموضوع قد أثر علي بشكل كبير، فأنا أفكر به ليلي ونهاري لا أستطيع إلا لوم نفسي ... أرجو منكم المساعدة وشكراً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة الأستاذة/ ليلى حفظها الله ورعاه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بدايةً أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقك إلى كل خير، وأن يثبتك على الحق، وأن يرزقك الاستقامة الكاملة على دينه، وأن يفرج كربتك، وأن يمن عليك بتحقيق أمنيتك عاجلاً غير آجل، ونشكرك على حسن ظنك وثقتك بموقعك استشارات الشبكة الإسلامية، ونحن نرحب بك دائماً في أي وقت وفي أي موضوع .

وأما بخصوص ما ورد بسؤالك: فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله قدر المقادير قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة)، ومن هذه المقادير التي قدرها الله مقادير كل شيء، حتى الزواج، فإن الله سبحانه قسم الأرزاق والأعمار والأعمال، وكذلك الأزواج والأولاد، ومحل الإقامة، بل وقبر الإنسان، وأين يكون، وسبب وفاته: ((إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ))[الحج:70]، ومن هنا فالواجب على المسلم أن يؤمن بأنه لا يتحرك متحرك، ولا يسكن ساكن، ولا تهب نسمة ريح، ولا تتحرك موجة بحر، ولا يولد مولود، ولا يموت إنسان، ولا يتزوج شخص إلا بأمر الله وإرادته وحده سبحانه وتعالى، وأن الله كتب على كل امرأة حظها من الرجال، وكتب كذلك لكل رجل حظه من النساء، فذلك واقع غيب لا نعلمه، وإنما علينا أن نتوكل على الله، وأن نأخذ بالأسباب البشرية الممكنة، فإن حدث وتحقق المراد فهذا هو فضل الله وقضاؤه، وإذا لم يوفق الإنسان في مرة أو كثر فمعنى ذلك أنه لم يحن بعد تحقق مراد الله، فما عليه إلا أن يصبر مع الأخذ بالأسباب المشروعة، واعلمي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها، فما كان لك فسوف يأتيك مهما طال الزمن، فلا داعي لهذا اللوم المؤلم، وإنما استقبلي الحياة بالرضا والقبول، واعلمي أن ما كان لك فسوف يأتيك في الوقت الذي حدده الله، فلا تتعجلي، ولا تقبلي من الأزواج إلا الزوج الموافق لهدى النبي صلى الله عليه وسلم، ولا يدفعك طول الانتظار حتى تقبلي بأي شخص يتقدم لك؛ لأنك بذلك قد تدفعين ثمناً غالياً، وإنما لابد من الثبات عل المبدأ مهما طال الزمن، حتى لا ينطبق عليك المثل: (صام وصام ثم أفطر على بصلة)

وأبشرك أختي الكريمة (ليلى) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرج مع الكرب، وأن مع العسر يسراً) فعليك بالصبر والدعاء، وأكثري من الاستغفار، والصلاة على النبي محمد صلى الله عليه وسلم عل الله أن يعجل فرجك وقضاء حاجتك، وأبشري بخير الدنيا والآخرة، ونحن هنا بدورنا في الموقع ندعو الله جل جلاله وتقدست أسماؤه أن يمن عليك بالزوج الصالح المبارك الذي يكون عوناً لك على طاعته، ويعوضك خيراً على ما فات من عمرك، ولا تنسينا من توجيه الدعوى لحضور عرسك المبارك، مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسعادة.

www.islamweb.net