تعكر المزاج والقلق بعد العودة من الإجازة

2008-06-23 10:37:37 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أحسست بتعكر المزاج والقلق بعد رؤية أحد أقاربي وهو على فراش الموت، فلا أدري هل لهذا الحدث علاقة؟ إنني أقوم بعملي بشكل جيد، ولكن أحس بعدم العزيمة والابتكار كما كنت في السابق.

يرجى العلم أنني أعاني منذ عام من قلة النشاط والاندفاع وتعكر المزاج، وأحياناً القلق وضيق الصدر في العمل خاصة في ساعات الصباح، وعادة أكون في مزاج أفضل في ساعات المساء والليل، مع العلم أنني كنت لا أعاني من هذه الأمور من قبل. لقد بدأت أشعر في هذه الأمور بعد عودتي من الإجازة، علما أنني ودعت وحدي في أيام عطل الأسبوع أكون في مزاج أفضل.

يرجى إفادتي هل أعاني من اكتئاب.

جزاكم الله خيراً.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

هذه الأعراض التي تحمل سمات الاكتئاب البسيط والتي تتمثل في قلة النشاط والاندفاع وتعكر المزاج وأحياناً القلق وضيق الصدر وتحدث هذه الأعراض بصفة خاصة في فترة الصباح ويكون هنالك تحسن في المزاج في فترة المساء، هي في الواقع أعراض اكتئابية بسيطة، وهذا ربما يدل أن هذه النوبات الاكتئابية تأتيك من وقت لآخر، وذلك حسب نوع الضغوط والأحداث الحياتية التي ربما تتعرض لها، بمعنى أنه لديك الاستعدادات لهذه الأعراض الاكتئابية كنوع من التفاعل، أو ردة الفعل للطريقة التي تتفاعل بها مشاعرك الوجدانية لما يقابلك من صعوبات في الحياة.

والاحتمال الثاني هي أنك تعاني نوعاً من الإجهاد النفسي، والإجهاد النفسي أيضاً تكون صورته مطابقة للصورة الإكلينيكية التي وردت في رسالتك، والإجهاد النفسي هو دائماً ناتج عن الإجهاد الجسدي، بمعنى أنك لا توفر لنفسك الراحة المطلوبة أو أنك ابتعدت عن ممارسة الرياضة، وفي نفس الوقت تعتريك من وقت لآخر أفكار سلبية، فهذه الأفكار السلبية بجانب الافتقاد الطاقات الجسدية الذي ينتج عن الإجهاد الجسدي تعطي مثل هذه الصورة أيضاً.

عموماً في تلك الحالتين حالتك إن شاء الله بسيطة وخفيفة، وأنا لا أعتقد أنها تتطلب علاجاً دوائياً.

الأمر المطلوب منك هو أن تحاول أن تكون أكثر حيوية لمقاومة هذه التعكرات المزاجية، بأن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة الجسدية، وبأن تكون أكثر تواصلاً وتفاعلاً من الناحية الاجتماعية، والأمر المهم هو ألا يكون لك نوع من الفكر التوقعي أو الفكر الطقوسي أن هذه الأعراض سوف تأتيك في أوقات معينة أو في موسم معين أو مع أحداث معينة، حاول أن تفصل تماماً بين هذه الأعراض وهذا النوع من التفكير.

ربما يكون من المفيد أيضاً أن تمارس أي نوع من الرياضة التي تتيسر لك، ونحن نحتم على ذلك كثيراً؛ لأنه وجد أن الرياضة أنها تحسن الدافعية وتحسن المزاج وتزيل الاكتئاب.

ربما يكون أيضاً من الأفضل أن تقوم بإجراء بعض الفحوصات البسيطة، ومع هذا فلا يعني هذا أنك تعاني من علة عضوية ولكن فقط للتأكد؛ لأنه في بعض الحالات النادرة اضطراب الغدة الدرقية ربما تؤدي إلى أعراض مشابهة خاصة حين يكون هنالك ضعف أو عجز في هرمون الغدة الدرقية، فالذي أرجوه هو أن تقوم بفحص الدم وتتأكد من قوة الدم، وكذلك الفحوصات العامة (وظائف الكبد ووظائف الكلى)، وكذلك نشاط الغدة الدرقية، وذلك لمجرد التأكد.

لا أعتقد أنك في حاجة لأي علاج دوائي في هذا الوقت، والذي أرجوه هو أن تطبق الإرشادات السابقة البسيطة.

بدأت رسالتك حقيقة بأن أحد أقربائك على فراش الموت وبدأت تحس بهذه الأعراض، فإذا كان هذا هو الحال فلا شك أن هذا تفاعل ثاني وجداني عاطفي أخذك للقلق والتوتر وشيء من عدم الارتياح، وهذا نقول إنه تفاعل إنساني مقبول.

ولكن الإنسان دائماً يكون صلباً في هذه الأوضاع، ويسأل الله تعالى أن يثبته وأن يقويه، وأن يشفي مريضه وأن يرحمه، وهذا هو المطلوب.

لمزيد من الفائدة يرجى مراجعة التالي: علاج القلق سلوكياً: (261371 - 263666 - 264992 - 265121).

أسأل الله لك التوفيق، وجزاك الله خيراً.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net