الرهاب الاجتماعي والحساسية الزائدة من تصرفات الآخرين

2008-08-25 13:22:55 | إسلام ويب

السؤال:
أولاً: أعاني من داء الرهاب الاجتماعي، وأريد أن أعرف هل له علاقة بمشكلتي التي سوف أقولها الآن أم لا؟

خطبت امرأة أحبها حباً شديداً، بل أعشقها، في بادئ الأمر كانت هي شديدة الحساسية من أقل كلمة أو فعل تزعل وتبقى حزينة، لكني كنت أقف بجانبها حتى تخلصت من هذا الداء، أما مؤخراً فأصبحت أنا الشخص شديد الحساسية، وأتضايق من أقل كلمة أو فعل، وأبقى لعدة أيام أفتح معها الموضوع هذا، وأعمل مشكلة من لا مشكلة، وحتى إذا حدث شيء ثم كلمتني وكل شيء أصبح ممتازاً فبعد أن أغلق معها أبدأ بأن أجلب لنفسي الهموم والأحزان لأجعل نفسي حزينا، وأقول لقد قالت كذا وفعلت كذا وهكذا، أنا أعرف المشكلة ولكني لا أعرف الحل ولا السبب؟ ويشهد الله أني عاشق لهذه البنت، ولو طلبت عينيّ لقدمتها لها على طبق من ذهب.

وفقني الله أنا وهي ورزقنا الذرية الصالحة، أرجو مساعدة حضراتكم والنصيحة، وقد حكيت لها مشكلتي حتى تتحملني لأجتاز هذه المحنة.

بارك الله فيكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عز الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن هذه المشكلة بسيطة جدّاً، فقط أنت تعاني من داء الرهاب الاجتماعي وهو في الأصل نوع من أنواع القلق النفسي، والذي يحدث لك بالضبط هو نوع من تبادل الأدوار، فقد كانت خطيبتك شديدة الحساسية - كما ذكرت - وكنت أنت تقوم بدور المساندة في أوقات الضيق أو الانفعالات، ثم بعد ذلك انقلب الأمر وأصبحت أنت أكثر حساسية وتنفعل وتتضايق لأقل الأسباب.

هذا نوع من تبادل الأدوار الوجداني أو العاطفي، وهو غالباً يكون على مستوى اللاشعور، ولا شك أنها وسيلة أو طريقة من طرق التقارب فيما بينكما، ولكنها بالطبع طريقة خاطئة ولا نقرها، ونصيحتي لك هو أن تكون أكثر توازناً، وذلك بأن تتحكم في مشاعرك، وأن تعبر عما بداخلك أولاً بأول، ولا تترك الأمور تحتقن في داخلك، ونصيحتي لك أيضاً هي أن تتزوج في أسرع ما يمكن؛ لأن الزواج يعطي الإنسان الشعور بالمسئولية ويكون هنالك نوع من التكافؤ الوجداني والعاطفي، فالإنسان حين يحس نفسه مقربا إلى امرأة دون وجود للزوج يكون هنالك غالباً نوع من عدم التوازن العاطفي، وقد تكون شحنات العاطفة والوجدان مختلفة أو ليست بنفس الدرجة ما بين الطرفين، ولكن حين يتم الزواج تتعادل هذه الشحنات الوجدانية والعاطفية مما يؤدي إلى الاستقرار النفسي.

أود أيضاً أن أنصحك بأن تتناول أحد الأدوية المضادة للرهاب الاجتماعي، ومن أفضل هذه الأدوية العقار الذي يعرف باسمه التجاري (زيروكسات Seroxat) ويسمى تجارياً أيضاً (باكسيل Paxil) والذي يسمى علمياً (باروكستين Paroxetine)، وجرعته هي أن تبدأ بعشرة مليجرام – نصف حبة – يومياً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى عشرين مليجراما – حبة كاملة – يومياً لمدة ستة أشهر، ثم تخفّض بعد ذلك الجرعة إلى نصف حبة يومياً وتستمر عليها لمدة شهرين، ثم تتوقف عن العلاج.

نحن غالباً ننصح بجرعة أكبر لعلاج الرهاب الاجتماعي، ولكن أعتقد أن حالتك بسيطة، وجرعة حبة واحدة من الزيروكسات سوف تكون كافية - بإذن الله تعالى-.

وهنالك عقار آخر – إذا أردت ذلك - يسمى تجارياً (زولفت Zoloft) ويسمى أيضاً تجارياً (لسترال Lustral) والذي يسمى علمياً (سيرترالين Sertraline)، فجرعته في حالتك أيضاً هي حبة واحدة يومياً – وقوة الحبة هي خمسون مليجراما – واستمر عليها لمدة ستة أشهر، ثم توقف عن الدواء.

ولابد لك أيها الأخ الكريم أن تعالج الرهاب الاجتماعي سلوكياً ً، وذلك بالمواجهة والإصرار على المواجهة، ومحاولة إقناع الذات بأنك غير مراقب من جانب الآخرين، وأنك - إن شاء الله تعالى – لن تفشل في المواقف الاجتماعية، كما أن
التفاعلات الفسيولوجية من ارتعاش وتعرق وتلعثم وتسارع في ضربات القلب هي تفاعلات فسيولوجية مبالغ فيها، وغالباً يحس الإنسان بأنها متضخمة أو أكبر من حقيقتها.

إذن تصحيح المفاهيم أيضاً يعتبر علاجاً للرهاب الاجتماعي، وعليك أيضاً أن تمارس الرياضة الجماعية مثل كرة القدم مع أصدقائك وزملائك، والحفاظ على الصلوات مع الجماعة في المسجد، ويا حبذا لو التحقت بأحد المراكز لتحفيظ القرآن وحلقات التلاوة، فإن هذه أيضاً فرصة طيبة وعظيمة للتفاعل الاجتماعي الذي يقضي على الرهاب بكل أنواعه وأشكاله.

ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول كيفية العلاقة بين المخطوبين في فترة الخطبة: (227869 - 235996 - 248542 - 255147 - 267574 - 276937).

وفقك الله لكل خير.

www.islamweb.net