حالة من الفتور والملل وشرود الذهن

2008-09-01 09:58:11 | إسلام ويب

السؤال:
سادتي الأفاضل: سلام الله عليكم ورحمته وبركاته

ها أنا أكتب إليكم مجددا، وما شجعني هو جميل ردكم وسعة صدركم وحبي الكبير لكم، وأستئذانكم في عرض مشكلتي:
فجأة وبدون مقدمات شعرت بحالة من الملل والقرف والإحباط واليأس، أصبحت أكره عملي وأسرتي وكل شيء، لا أحب أن أخرج من المنزل، أشعر أني تائه وحيران، حتى صلاتي أؤديها بفتور، وزادت عصبيتي وتوتري بطريقة كبيرة، ما عاد شيء يفرحني، ولا أهتم لأي شيء، لا أدري ماذا أفعل؟!

الحمد لله رب العالمين حالة من الفتور وشرود الذهن ووهن في البدن، وأفتقد التركيز مع ميل للعزلة؛ حتى في رسالتي هذه أحس أن طريقتي في الكتابة ركيكة غير منظمة أو معبرة عما بداخلي؛ لا أدري هل عين أصابتني أم حسد أم مرض؟!

أرجو أن أجد لديكم الحل.
وبارك الله فيكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يفرج كربتك وأن يقضي حاجتك، وأن يصرف عنك كل سوء، وأن يعافيك من كل بلاء..

بخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإنك تعلم كما لا يخفى عليك أن الدنيا دار ابتلاء وامتحان واختبار، كما قال مولانا جل جلاله سبحانه: ((وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ))[الأنبياء:35]، والنبي صلوات ربي وسلامه عليه قال: (إذا أحب الله عبداً ابتلاه، فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط).

لقد بشرك المصطفى صلى الله عليه وسلم وبشر المسلمين جميعاً بقوله: (ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا أذى ولا حزن، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه)، أو كما قال صلى الله عليه وسلم وقال أيضاً: (ما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة حتى يمشي على الأرض وليست عليه من خطيئة).

هذه الابتلاءات التي تصيب الإنسان بفضل الله ورحمته أن الله جعل عنها عوضاً، وجعل على الصبر عليها ثواباً وأجراً، ولذلك أوصيك بداية ونفسي بالصبر الجميل، وأن تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من يرد الله به خيراً يُصب منه)، فأنت عبدٌ أراد الله بك الخير فتعرضت لمثل هذا الأمر.

إلا أن هذا لا يمنع من الأخذ بأسباب العلاج والتداوي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تداووا عباد الله، فإن الله ما خلق داءً إلا وجعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله)، فالأخذ بأسباب العلاج من دين الله تبارك وتعالى، والله تعالى جعل لكل شيء سبباً فأتبع سبباً، وأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم، كما أمرنا الملك جل جلاله بالأخذ بالأسباب، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز).

إذن من هذا الباب أقول أخي الكريم الفاضل: المسلم مطالب أن يأخذ بأسباب الشفاء وأن يدع النتائج إلى الله تعالى، فإن الشافي هو الله كما قال إبراهيم عليه السلام في القرآن الكريم: ((وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ))[الشعراء:80].

هذا الذي حدث لك قطعاً أمر غير طبيعي؛ لأن الأمراض عادة – أقصد الأمراض العضوية - تكون لها مقدمات تؤدي إليها، أما إذا أصيب الإنسان فجأة وبدون مقدمات بأي حالة غير طبيعية فمعنى ذلك أنه تعرض لشيء غير طبيعي، ولذلك نحن ننصح إخواننا دائماً بالعلاج الرباني قبل العلاج البدني، وأقصد العلاج الرباني - أخي الكريم الفاضل محمد – إنما هو ما يعرف بالرقية الشرعية، والرقية الشرعية إذا لم تنفع فهي لن تضر قطعاً، لأنها من كلام الله تعالى وكلام نبيه محمد عليه الصلاة والسلام، والحالة التي ذكرتها لا يستبعد فعلاً أن تكون عيناً أو أن تكون حسداً أو أن تكون مسّاً من الجن، أو أن تكون سحراً، أحد هذه الأشياء من الممكن أن تكون هذه الحالة، ولذلك أنصحك - أخي الكريم الفاضل – أن تبدأ في استعمال الرقية الشرعية، ولله الحمد والمنة يوجد في مصر عشرات الكتب التي تتحدث عن الرقية وعن آياتها والأحاديث النبوية الواردة فيها إلى غير ذلك.
وهناك أشرطة أيضاً لكثير من الإخوة المشايخ المعالجين الثقات فيها آيات الرقية وطريقة علاج الرقية، ولذلك أنصحك بداية أن تقوم بنفسك برقية نفسك عن طريق استعمال أي كتاب من الكتب التي تتحدث عن الرقية وكيفيتها، وابدأ بعلاج نفسك؛ لأنك أحرص على نفسك من غيرك قطعاً.

إذا لم يتيسر لك ذلك فمن الممكن أن تشتري أشرطة الرقية، وهناك ألبوم للشيخ محمد جبريل – هذا المقرئ المصري المشهور الذي يصلي في جامع عمرو بن العاص – له ألبوم مكون من أربعة أشرطة، تستطيع أيضاً أن تقتنيه، فإن فيه خيراً كثيراً، ولقد جربه كثير من المعالجين فوجدوه ينفع في كل هذه الحالات التي ذكرتُها لك: إما العين أو الحسد أو المس أو السحر.

إذا لم يتيسر لك ذلك أيضاً فبمقدورك أن تستعين - بعد الله تعالى - بأحد الإخوة المعالجين الثقات المعروفين بسلامة العقيدة، وصحة الرقية، وعدم الابتداع أو عدم الاستعانة بالجن، وهم - ولله الحمد والمنة - كُثر في مصر، فقلَّ ما تخلو مدينة أو حي من أحياء مصر من الإخوة الملتزمين الذين يعالجون الناس ابتغاء مرضاة الله تعالى.

أنصحك - بارك الله فيك – أن تبدأ علاجك بالرقية الشرعية لعل الله أن ينفعك بهذه الرقية، وأن يدفع عنك هذا البلاء.

إذا لم تأتِ الرقية بنتيجة فمعنى ذلك أن الأمر يتعلق بالأعضاء، فعليك أن تتوجه إلى الأطباء لفحصك وإجراء الفحوص والتحاليل اللازمة لمعرفة سبب هذا التدهور وسبب هذه الحالة التي تشتكي منها.

أوصيك مع ذلك كله - بارك الله فيك – بالدعاء والتضرع إلى الله تعالى أن يعافيك، لأنك تستطيع بالدعاء وحده أن تدفع هذا البلاء عن نفسك؛ لأن الله تبارك وتعالى وعدك قال سبحانه: ((وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ))[البقرة:186]، وقال أيضاً: ((وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ))[غافر:60]، والقرآن الكريم مليء بدعوات كثيرة وجهها أصحابها إلى الله فاستفادوا فائدة عظيمة ببركة الدعاء وحده.
وكذلك النبي عليه الصلاة والسلام يقول: (لا يرد القضاء إلا الدعاء)، ويقول أيضاً: (إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء).

لذا أوصيك ونفسي باستعمال سلاح الدعاء، كما أوصيك بالمحافظة على الطهارة دائماً، والمحافظة على أذكار الصباح والمساء، خاصة قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير) مائة مرة صباحاً ومائة مساء، والإكثار من الاستعاذة بالله من الشيطان الرجيم، والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام بنية الشفاء، وسؤال الوالدين – إذا كانا موجودين – أو أحدهما أن يدعو لك، أيضاً كذلك امرأتك وأبناؤك فإن الله تبارك وتعالى وعد أن من دعاه أجابه، فاستعن بالله ولا تعجز، وابدأ في معالجة نفسك بالرقية الشرعية، ثم بالأسباب التي ذكرتها، وأبشر بفرج من الله قريب، وأسأل الله عز وجل أن يعجل بشفائك وأن يتم عليك نعمه ظاهرة وباطنة.

يمكنك الاستفادة من الاستشارات التالية حول الرقية من المس: ( 237993- 236492-247326 ).
هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net