أهمية خروج الأطفال للتعلم واللعب

2008-10-22 10:19:23 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله.
جزاكم الله عنا خير الجزاء.

عندي توأم أعمارهم ثلاث سنوات (ابن وبنت) وابن عمره أربعة أشهر، أدخلت التوأم لمدرسة قرآنية حتى يبدءا في حفظ القرآن وتعلم منهج التمهيدي، تم فصلهم كل بفصل لاختلاف الجنس (ابن وبنت)، لم يتقبلوا في بادئ الأمر لارتباطهم الشديد مع بعضهم، وخصوصاً ونحن بالإمارات ليس ببلدنا، فليس لهم قرناء، فلم يتجاوبا مع الأطفال الآخرين بالمدرسة (لا يلعبان معهم، ولا يتحدثان مع أحد، وليس هذا سلوكهم المعتاد، إذا أتيحت لهم فرصة الاختلاط مع أطفال أو حتى أصدقائنا من كبار السن).

علمت من المدرسة أنهم لا يشاركون بالقراءة مع الأطفال عندما حاولت أن أفهم من أولادي يقولون أنهم لا يعرفون، اعتقدت أن الأطفال الذين معهم ربما يكونون أكبر منهم، أي قدراتهم أكبر، خصوصاً أن أولادي ما زال النطق لديهم غير سليم، وتصعب عليهم بعض الكلمات، فاضطررت لتحويلهم إلى حضانة أخرى حتى يستطيعوا أن يتفاعلوا مع الأجواء الخارجية، فالمدرسة القرآنية تستطيع تحفيظهم ولكن ليسوا مؤهلين للتعامل مع أطفال في سنهم، هذا ما رأيته ولكني محتارة .. فهل يا ترى اتخذت الخطوة الصحيحة؟

سؤالي الثاني:
أحاول تحفيظهم سورة الناس وأسماء الله الحسنى ولكن لا يستطيعون الحفظ بالترتيب، ولي أكثر من شهرين أحاول تحفيظهم دون فائدة تذكر، فهل أستمر بالمحاولة أم أنتظر لفترة ثم أعاود المحاولة مع أنهم أذكياء؟ هذا ما لمسته من خلال الألعاب التي أجلبها لهم مثل إعادة تركيب الصور والتلوين.

أشكركم كثيراً لإتاحتكم لنا مثل هذه الفرصة، وسعدت كثيراً بالتعرف على موقعكم المبارك.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ماجدولين حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن تكرار المعلومات وترديد النصائح والتوجيهات أمر مهم عند التعامل مع الأطفال، ولذلك جاء التوجيه الشرعي بأمرهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر، وإذا تأملنا هذا التوجيه فإننا نلاحظ أنه استمر ثلاث سنوات وفي كل يوم خمس صلوات.

وليس هناك داع للانزعاج، وغداً سوف يعتادون على التعامل مع الأطفال، وليس من المفيد إظهار الانزعاج أو تحويلهم من مكان إلى مكان أو الكلام عن عجزهم وفشلهم المذموم؛ لأن سماعهم لمثل تلك الأشياء يعمق المشاعر السالبة في نفوسهم.

ولا شك أن الأطفال في بلاد الغربة تواجههم مشاكل في النطق، كما أن الحياة المدنية الحديثة تجعل الأطفال سجناء بين الجدران، وهذا الخطر شعر به أهل التربية، حتى وجد في بلاد الغرب من ينادي بضرورة الذهاب بأطفال المدن إلى الأرياف والصحاري حتى ينطلقوا كما يحبون ويلعبوا بالرمال والطين والتراب.

ونحن نحب أن ننصح كل أسرة بضرورة تهيئة أطفالها للخروج من البيت إلى أماكن القرآن ورياض الأطفال ثم المدارس، ويتم ذلك عن طريق الذهاب بهم إلى المدارس وشراء حلوى لهم، ثم إقامة علاقات مع بعض الأطفال الذين سوف يكونوا غداً معهم في الدراسة، وفك الارتباط الشديد بهم وعدم المبالغة في الشفقة عليهم، وكم تمنينا أن تحاول الأمهات الابتعاد عن أطفالهم حتى يتهيئوا لدخول معترك الحياة، فإن بعض الأمهات تتابع أطفالها من غرفة إلى غرفة وتخرج خلفهم إذا خرجوا وهذا يضرهم جداً ويجعلهم معاقين اجتماعياً.

ونحن أيضاً نقول: أطفالك أذكياء ونرجو أن تعطيهم الثقة وتتيحي لهم فرص الاحتكاك والتفاعل مع ضرورة التعاون مع المؤسسات التعليمية في ذلك، وأحس أن الفصل بينهم مفيد رغم صعوبة التجربة عليهم.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة التوجه إلى من بيده الخير.
ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق والسداد.

www.islamweb.net