أثر السحر أو الحسد في تغير المخطوبة تجاه خطيبها وكيفية معالجته

2009-03-08 20:09:59 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله
أشكركم على خدماتكم التي تقدمونها لزائري هذا الموقع المتميز، ولي الشرف أن أقدم إليكم استشاراتي هذه، وهي كالآتي:
تقدمت لخطبة فتاة منذ ما يقارب الشهر، وهي ذات أخلاق عالية، وذات دين، ومن عائلة محافظة، وكان اختياري لها عن قناعة شخصية، وأيضاً رجعت إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم في النكاح: (تنكح المرأة لأربع...) إلى آخر الحديث.
وكانت علاقتنا منذ البداية طيبة فالجميع فرحوا لنا وتمنوا لنا الخير، أيضاً كنا نتحدث كثيراً عن أمور الدين ونخطط لحياتنا في المستقبل، وكيف تكون في طاعة الله، وكنا فرحين بعلاقتنا هذه؛ لأن كل منا وجد ما يطلبه من الله (الزوجة الصالحة والزوج الصالح) لكن منذ فترة قليلة تغيرت فكرتها عني وأصبحت تتجنب الحديث معي، وقالت لي أنها أحست بتغيّر وأنها غير مرتاحة معي إلى درجة أنها عندما تتحدث معي تصاب بالدوخة في رأسها واقشعرار في بدنها وينتابها ضيق النفس وأصابتها الهلاوس، وقالت لي أنها لا تصدق ما يحصل لها، وتحدثت مع أمها في الموضوع، وقالت لي صحيح أن ابنتها تغيرت كثيراً حتى أن ملامحها تغيرت ونقصت شهيتها للطعام والنوم وتغيرت طباعها وأصبحت كثيرة البكاء، تحدثنا جميعا، وقالت الفتاة أنها لا تستطيع أن تفسر ما يحصل، وأن الشيطان استولى على عقلها، وليس هناك شخص آخر في حياتها ربما تنتظره أو أنها ليست مقتنعة بي.
هل يمكن أن يكون هذا التغيير بفعل السحر أو أن عيناً أصابتها، خاصة وأن هناك العديد ممن تقدموا إليها ووقع رفضهم أو هناك أمراً آخر؟ أنا واثق (100%) أن هذه الفتاة لا تريد أن ننفصل، وهي تكن لي احتراماً ولم يحصل يوماً أن سمعت مني ما يغضبها أو شيئاً آخر يجعلها تتخلي عني.
الرجاء منكم أفيدوني في هذا الموضوع والسلام عليكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هشام حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله - العلي الأعلى - بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يصرف عن خطيبتك السوء، وأن يرد عنها كيد الكائدين وحقد الحاقدين وحسد الحاسدين، وأن يجمع بينك وبينها على خير، وأن يجعلها عوناً لك على طاعته، وأن يجعلك عوناً لها على طاعته ورضاه، وأن يمنَّ عليكم بالأمن والأمان والاستقرار، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإن الذي لا شك فيه بعد هذا العرض الذي ذكرته أن هذا التغير له سببه، وأن سببه فعلاً محصور إما أن يكون في حسد؛ حيث حسدكم بعض الناس، وإما أن يكون في سحر صنعه لكم بعض الذين تقدموا لها، أو بعض الذين يغارون منك أو يغارون منها، أو لا يريدون لك أو لها الخير، وإما أن يكون مسٌ من الجن كأن يكون بها مس جن قديم، وهذا المس عندما علم بأنها سوف تتزوج بدأ يغير من حالتها ويؤثر عليها، ولذلك لابد من عمل رقية شرعية عاجلة لخطيبتك، وتستطيع الأخت أن تقوم برقية نفسها ما دامت ملتزمة - ولله الحمد - حيث إن آيات الرقية معروفة وهي موجودة على مواقع كثيرة في الإنترنت، كما أنها موجودة في كتيبات أعتقد أنها موجودة لديكم في بعض المكتبات الإسلامية، أو في أشرطة، فتستطيع أن تقوم برقية نفسها هذا أولاً.

أو أن يقوم بعض أرحامها برقيتها وذلك أيضاً ممكن، حيث إن الآيات من الممكن أن تقرأ من المصحف أو تقرأ من ورقة معينة بعد جمعها في ورقة مثلاً وتقرأ عليها عدة مرات، ومن الممكن أن تقرأ على الماء أو الزيت أو غيره، وأن تستعمل هذا لتتعافى - بإذن الله تعالى – وإذا لم يتيسر هذا ولا ذاك فلتذهب إلى أحد المشايخ الثقات الذين يعالجون بالرقية الشرعية والذين يستعملون القرآن والسنة فقط ولا يستعملون أشياء أخرى، وهذه - ولله الحمد والمنة - مسألة بسيطة وعلاجها سهل - بإذن الله تعالى - .

فأنا أتمنى - بإذن الله تعالى – أن تعجلوا بالرقية الشرعية حتى تعود الأمور إلى مجاريها، كما أتمنى أن تعجلوا بالزواج حتى يعافيكم الله من مثل هذه الاعتداءات، لأنها قد تتكرر نتيجة الحقد والحسد الذي قد يكون في قلوب بعض الناس عليكم، وأنها كان من الممكن أن تتزوج غيرك، أو أن شخصاً كان يحبها أو يتمناها لنفسه ولكنها رفضته وقبلتك أنت فصار في نفسه بعض الحساسية وبعض الحقد والكراهية والحسد ولذلك فعل هذا الذي فعله، وكما ذكرتُ - الحمد لله - فالسحر أمره هين (ولا يفلح الساحر حيث أتى) والسحر والحسد والمس كلها - ولله الحمد والمنة - تعالج بالرقية الشرعية إذا وجدت معالجاً جيداً مخلصاً أميناً، فتوكل على الله واستعن بالله تعالى، وقوموا بعمل الرقية الشرعية بأي وسيلة سواء بنفسها أو بأحد أرحامها أو بأحد المعالجين، وبإذن الله تعالى ستعود المياه إلى مجاريها، وستعود إلى تقديرك واحترامك، وإلى ما كانت عليه قبل هذا الحدث الأخير.

أسأل الله أن يصرف عنكم كل سوء، وأن يعافيكم من كل بلاء، وأن يجمع بينكم على خير، وأن يرزقكما ذرية صالحة، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.

www.islamweb.net