أصبت بالشك بسبب سرعة موافقة صديق النت لخطبتي، ما رأيكم؟

2023-04-06 03:24:47 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا فتاة بعمر 26 سنة، متعلمة، وأعمل في شركة، وخلال عملي في الشركة تعرفت إلى شاب من بلدي، عبر النت، ومن خلال موقع زواج.

هذا الشاب يعيش في بلد أوروبي، وبدأت العلاقة عادية جداً، وكنا أصدقاء، وفي هذه الفترة كنت أعيش مشكلة عائلية، بسبب انفصال والديّ.

بدأت أتكلم مع هذا الشاب عن بعض خصوصياتي، ولكنها ليست من الخصوصيات المحرمة، يعني أخبرته أني أحب السفر والعلم، وأني فتاة عصامية، بنيت نفسي.

هو لا يعرف أي شيء عن الوضع العائلي، وبعد شهر من المحادثة أخبرني أنه أعجب بي، ولكن لا يحبني، فقد قال إنه يرى أننا مناسبان لبعض، بقيت لفترة شهر غير مبالية بكلامه، لكن حديثه كان شيقاً، وكان حديثنا خالياً من أي كلام غير محترم.

الشاب وعدني أنه سيزور البلد في فترة معينة، وبالفعل جاء ورأينا بعضنا، وبنفس الوقت طلب مني أن أخبر والدتي حتى يقابلها، وأنا -يا إخوتي- من النوع الظنون جداً، هذه الحالة صاحبتني بسبب والدي الذي كان دائم الكذب على أمي، ودائم العلاقات مع نساء أخريات، وهذا سبب عندي شكاً في أي رجل في العالم، حتى في إخوتي.

الشاب وافق بسرعة مجرد رؤيتنا لبعض، لكني حائرة لأنه بسرعة طلب مقابلة والدتي، وأنا أشك به كثيراً، وأشك بنواياه، مع أنه ناضج، وعمره في ال 37 سنة، وهو من عائلة معروفة في بلدنا.

ماذا أفعل بحيرتي وشكي؟ وأنا لدي خليط من الشعور تجاهه، ممزوج بالشك والخوف من المجهول، والخوف أن أصبح نسخة عن أمي، وفي نفس الوقت لا أريد أن أتركه، ماذا أفعل؟

الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نيكول حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحبًا بك -أيتها الأخت الكريمة- في موقعك استشارات إسلام ويب.

شكك في هذا الرجل وتخوفك من المجهول يدل على رجاحة عقل لديك، وكم نتمنى أن تستعملي هذا العقل النير في التفكر في عواقب الأمور، والنظر في النهايات التي تحف المرأة حين تسقط في شباك الماكرين المخادعين، وتستنيرين مع هذا بتوجيهات الله سبحانه، وإرشاد رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد شرع الله جملة من التعاليم في علاقة المرأة بالرجل، والحكمة منها حفظ المرأة وصيانة عفتها وحراستها من عبث العابثين، وحفظ شرفها وشرف أسرتها.

كما أن من حكمته حفظ المجتمع من وقوع أفراده في الرذيلة، من أجل هذا كله حرم الله جل شأنه على المرأة أن تخضع بالقول حتى لا يطمع بها ضعاف الإيمان والنفوس، وحرم العلماء على المرأة الشابة أن تبدأ الرجل الأجنبي بالسلام، قطعًا لأسباب الفساد.

كما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم، خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية عنه، وأمر الله ورسوله المرأة بالاحتشام وارتداء الحجاب أمام الرجال الأجانب، إلى غير ذلك من التوجيهات الربانية التي في التزامها -أيتها الأخت الكريمة- صيانتك وحفظك، كما فيها إرضاء ربك عنك لقيامك بطاعته والوقوف عند حدوده.

نحن نهيب بك -أيتها الكريمة- أن تستشعري تفريطك فيما مضى، وتسارعي إلى إصلاحه والرجوع إلى الله والتزام تعاليمه بالندم على ما فات، والعزم على عدم الرجوع إليه في المستقبل.

نحن نوصيك بوصيتين غاليتين نسوقهما إليك مع كمال حب النصح لك، ونتمنى أن تلقيا قبولاً لديك ومسارعة إلى العمل بهما:

الأولى: نوصيك بضرورة مراجعة علاقتك بربك وإصلاحها بأداء فرائضه عليك، واجتناب ما حرم عليك، وكثرة دعائه، والرغبة إليه بأن يوفقك ويرزقك زوجًا صالحًا، فإذا أحسنت علاقتك بربك ورضي عنك، فأبشري بكل خير ونجاح في الدنيا والآخرة، وفي سبيل تحقيق هذا المقصود: احرصي على التعرف على النساء الصالحات الطيبات، وأكثري من مجالستهنَّ واستشارتهنَّ، وستجدين أثر ذلك في حياتك سعادة وطمأنينة.

الثانية: ما دام قد حصل ما حصل وأظهر هذا الشاب رغبته في الزواج بك؛ فنصيحتنا أن تطلبي من الثقات من محارمك وأقاربك أن يتحروا بالسؤال عنه، فإن كان مرضيًّا في دينه وخلقه فاستخيري الله تعالى واقبلي به زوجًا، وفوضي الأمور إلى الله، وتوكلي عليه، ودعي عنك التخوف من المجهول.

أما إذا كان الرجل بخلاف هذا فنصيحتنا أن تعرضي عنه، وعلى كل حال فلا بد من قطع علاقتك بهذا الشاب فورًا، وإن كان ممن يريد الزواج وكان ممن يرضى ويقبل؛ فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها.

يسر الله أمرك وقدر لك الخير حيث كان.

www.islamweb.net