كيفية إصلاح الأهل والأقارب وتخليصهم من تأثيرات التلفزيون والفضائيات

2003-05-21 07:05:52 | إسلام ويب

السؤال:
بدايةً أقول جزاكم الله خيراً على هذه الخدمة.

أنا شابٌ ملتزم -والحمد لله- منذ فترة، ومشكلتي أنه يوجد داخل البيت تلفزيون وجهاز كيبل، ولي أخوات وأنا خائف عليهم من مشاهدة المسلسلات وسماع الأغاني؛ ماذا أفعل؟ علماً بأنني أنا الذي أدخلت هذه الأجهزة للبيت.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل / علي حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً، ونشكرك على حسن الظن بنا، ونسأله جل وعلا أن يجعلنا دائماً عند حسن ظنك وظن جميع المسلمين، وأن يوفقنا لخدمة الجميع وتقديم المساعدة لهم، كما نسأله جل جلاله أن يبارك فيك، وأن يكثر من أمثالك، وأن يثبتك على الحق، وأن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يعينك على مساعدة أهلك على الطاعة والالتزام والبعد عما يغضب الله ورسوله.

وبالنسبة لسؤالك: فالأمر يحتاج منك إلى جهدٍ كبير لتغيير هذا الواقع؛ لأنه وكما لا يخفى عليك أثر هذه الأجهزة على الإنسان خاصة البنات، وقدرتها على التأثير عليهم، ودخولها إلى عقولهم وقلوبهم بطريقةٍ عجيبة، وهذا ما يجعل مهمتك فيها شيء من الصعوبة، ورغم ذلك فالأمر والعلاج ليس مستحيلاً، وإنما بصدق الدعاء والتوكل على الله والأخذ بالأسباب يمكنك معالجة سلبيات هذه الأجهزة، وذلك باتباع الآتي:
جلسة مصارحة مع الأخوات عن فوائد هذه الأجهزة، وما الذي استفادوه شخصياً منها؟ وكم أخذت منهم من وقت ثمين بدون فائدة؟ وماذا سيقولون لله يوم القيامة عن هذه الأوقات التي ضاعت بلا فائدة، وهذه الأغاني المحرمة والصور المكذوبة العارية؟ وما هو الجواب الذي أعدوه عند لقاء الله عن هذه الأشياء التي عاشوها، وأضاعت أوقاتهم وأثرت في قلوبهم؟ بشرط أن تجعلهم يقرون معك أن هذه الأجهزة مدمرة، وأنه لا خير فيها، حتى وإن كان فيها من خير فلا يساوي شيئاً أمام ضياع الأوقات والاستمتاع بالمحرمات.

إذا وصلت معهم إلى قناعة بخطورة هذه الأجهزة على الوقت والجوارح، فابحث معهم عن البديل المناسب والمأمون الذي يقل خطره ويعظم نفعه، وحدده في جلستكم التي تتسم بالصراحة والحب، وانظروا في البدائل المتاحة المفيدة والهادفة التي تمكنكم من قضاء وقتكم في طاعة الله تعالى، وفيما يعود عليكم بالنفع في الدنيا والآخرة؛ لأنه وكما لا يخفى عليكم أن الله سائل الناس جميعاً يوم القيامة عن أوقاتهم، كما قال الحبيب صلى الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبدٍ يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه)، فذكر أخواتك بهذا الحديث المبارك، وبين لهم حرصك على نفعهم ونجاتهم من عذاب الله، وأنك أخطأت عندما وضعت لهم هذه الأجهزة التي تدمر الخير في نفوس الناس، وتساعد على نشر الفساد بين العباد، وأنك تريد تصحيح هذا الخطأ، وتطلب منهم المساعدة والبحث عن بدائل مناسبة وغير محرمة، فإن وصلتم إلى شيء مناسب فذلك من فضل الله عليك ورحمته جلا جلاله بك.

إذا لم تتوصلوا إلى شيء فاعرض عليهم إخراج الكيبل وقطع الاتصال به، وتوفير بدائل أقوى، مثل أشرطة الفيديو النظيفة، والمشتملة على محاضرات دينية، وأفلام طبيعية، ومسلسلات إسلامية رائعة، أو مشاكل شرعية، فهذه كلها يمكن قضاء الأوقات في استماعها بلا خسارة، وفي نفس الوقت فهي تقوي الإيمان والصلة بالله، وتغرس القيم الصالحة.

ثم ابحث معهم عن آليةٍ يمكنهم من خلالها ألا يعتمدوا كلياً على هذه الأجهزة، مثل مشروع حفظ القرآن الكريم وهو مشروع رائع وممتاز، ومشروع مسابقات القراءة والتشجيع عليها، فهذه هي المشاريع التي تربي الإنسان في المقام الأول، واجعل لهم جوائز على الحفظ والقراءة ولو متواضعة، وشجعهم على ذلك بكل الوسائل الممكنة، خاصةً ما يتعلق بقضايا المرأة وهي كثيرة جداً.

اربطهم ببعض الأخوات الثقات الصالحات، وهن كثيراتٌ في مصر من فضل الله ورحمته، فهذه من الوسائل المؤثرة جداً.
وفر لهم أشرطة كاسيت إسلامية، واعقد لهم مسابقات فيها وفي تلخيصها وشرحها للأسرة، وعرضها في صورة تذكرة في وقت يتفق عليه داخل الأسرة، وأنا على يقينٍ من أن الله موفقك لمساعدة أخواتك إذا سلكت هذا السبيل، ولا تنس نفسك من الدعاء، فإنه سلاح المؤمن، وبالله التوفيق والسداد.


www.islamweb.net