تقارب العمر بين الزوجين ومدى تأثيره

2009-11-18 13:09:21 | إسلام ويب

السؤال:
السلام عليكم

أنا شاب أبلغ من العمر 29 سنة، تعرفت على فتاة منذ أكثر من أربع سنوات، وتقدمت إلى خطبتها وعقدت عليها منذ أكثر من ثلاثة أشهر، لكن الزفاف لم يتم بعد.

والمشكلة أن هذه الفتاة تقاربني في السن، حيث تبلغ الآن 28 سنة، والشيء الذي أرهقني وأغرقني في دوامة أنه تراجع إحساسي تجاهها، لدرجة أني أصبحت أعاني من مشكلة نفسية خطيرة، أحياناً تقودني إلى التخلي عن هذه العلاقة مهما كلف الثمن خوفاً أن تتعمق العلاقة وتصبح المشكلة أكثر تعقيداً.

وأصبحت أكلمها وقلبي لا يتحملها رغم أنها حنونة محترمة متدينة مثقفة، إلا أن جمالها محدود، فأرجو منكم أن تكون النصيحة مقنعة ومنطقية، فأنا الآن على وشك أن أضع أوراقي الأخيرة، فهل هذا الإحساس ممكن أن يتغير مع الوقت أم أنه قد يسوء أكثر؟ وهل للسن تأثير سلبي مستقبلاً على الزوجة؟!

وشكراً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نبيل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فمرحباً بك أيها الأخ الكريم في موقعك استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى أن يبارك لك في زوجتك ويبارك عليك ويجمع بينكما في خير.

ونصيحتنا -أيها الأخ الحبيب- أن تتمم زواجك وتقبل عليه برغبة، فإن سن زوجتك ليس فيه ما يدعوك إلى فراقها، فهي في سنك أو أصغر منك قليلاً، وهي لا تزال في سن الشباب.

ونتمنى -أخي الحبيب- أن تتذكر أن الشيطان حريص كل الحرص على التفريق بين الرجل وزوجته بكل ما أمكنه من حيلة، ونخشى أن تكون هذه حيلة أراد من خلالها أن يكره إليك زوجتك.

كما نود أن تتذكر أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم تزوج أم المؤمنين خديجة بنت خويلد وكان عمرها أربعين سنة وعمره هو خمسة وعشرون عاماً، وجعل الله تعالى له فيه البركة ورزقه منها أولاده رضي الله عنهم.

ولم يزل عليه الصلاة والسلام يحن إليها ويتذكرها بعد وفاتها لشدة حبه لها رضي الله عنها وأرضاها، فلا تجعل سن زوجتك سبباً لأرقك وهمك، وربما كانت خيراً لك من أخرى صغيرة في السن.

وقد أنصفت أيها الحبيب حين ذكرت ما في زوجتك من الخصال الطيبة من التدين والحنان والأدب، وهذه خصال قل أن تجدها في فتاة، وينبغي أن تتذكر أن الكمال شيء عزيز نادر، ولكن جمال الخلق والروح الذي يدعو إلى حسن العشرة بين الزوجين والقيام بحق الأسرة ينبغي أن يغلب على غيره ما دام هناك من جمال الخلقة الشيء الذي يتحقق به المقصود، وهذا الذي قلناه هو الرأي والنصيحة التي نرى أن نقدمها لك.

أما عن الحكم الشرعي وهل يبيح فراقك لهذه الزوجة أولاً؟ فالجواب: أنه يجوز لك أن تطلق هذه المرأة، ولكن البقاء خير من الفراق، وقد قال الله عن الزوجين حال الاختلاف بينهما: (( وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ))[النساء:128]، أي خير من الفراق، فنتمنى أخي الحبيب أن تتفكر في موضوعك بروية وهدوء في ظل الكلام السابق الذي قدمناه حتى تتخذ قراراً صائباً لا تحس بالندامة عليه بعد ذلك، نسأل الله أن يوفقك لكل خير وأن ييسر أمرك.

وبالله التوفيق.

www.islamweb.net