إرشادات في طريق هداية البنت المبتلاة بالتدخين والتعرف على الشباب

2003-09-01 12:53:58 | إسلام ويب

السؤال:
بسم الله الرحمن الرحيم.
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، محمد الطاهر الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين.
ساعدونا يا إخوة بالنصح جزاكم الله خيراً.

المشكلة هي مشكلة أختي، وهي عندها ابنة عمرها 16 سنة، هذه البنت لا تسمع كلام أمها ولا أبيها وتفعل أحياناً أفعالاً مشينة، منها التدخين، والتعرف على الشباب، بالإضافة إلى اختراع قصص خرافية عن نفسها وأكثر هذه القصص جنسية، منها أن والدها حاول اغتصابها أو أن شباناً أوقفوها في الطريق ونزعوا ثيابها.. إلخ.

للأسف: الوالد مصاب بمرض في القلب، وأختي تعيش حالة نفسية سيئة يصعب عليها إيجاد حل، فهي لا تستطيع أن تبوح لزوجها بما تفعله ابنتها لأنه مريض، ولا تقدر أن تبعثها إلى بيت جدها لأن بيت جدها غير مستعدين لتربيتها، علماً أن أختي تقطن في الخارج ولا تستطيع لأسباب أو أخرى أن تعود إلى بلدها، والمشكلة أن بيت أختي بيت قائم على الدين؛ إذ إن الأب يعلم أولاده القرآن، ولكن بنت أختي تعاند أحياناً ولا تحفظ القرآن مما يولد مشاكل في البيت.

أختي حاولت أن تقنع الأب أن يزوج ابنته ولكنه رفض لصغر سنها، ولو أنه يعلم بما تفعله البنت لزوجها من زمان.

يا إخوتي في الإسلام! ساعدونا لإيجاد حل لهذه المشكلة، وخاصة أن البنت تفكر في الهروب من البيت، والذي يعينها على ذلك قوانين البلد الأوروبي التي تعيش فيه.

جزاكم الله خيراً، أفيدونا واستعجلوا في النصيحة لأن أختي حالتها النفسية صعبة جداً فهي تعيش بين نارين.


الإجابــة:

الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

أختي الكريمة! أسأل الله الحفيظ أن يحفظ أولاد المسلمين من الزيغ والانحراف، ونصيحتي لكل من وجد فرصة للعيش في أي بلد إسلامي أن يهجر ديار الكافرين، ورسولنا صلى الله عليه وسلم برئ من مسلم يقيم بين أظهر المشركين يكثِّر سوادهم، ويضع أسرته في مهب رياح الانحراف، ونسأل الله العافية.

وهذه البنت أصبحت كبيرة، والأفضل المسارعة في تزويجها إن أمكن ذلك، كما أرجو أن تغيروا أسلوب التوجيه القديم، وتحرصوا على ملاطفتها حتى لا تهرب من المنزل وتصبح عرضة لمهلكات وخطايا كثيرة، خاصة مع وجود ما يحميها من قوانين ومجتمع تحول فيه التحرر المزعوم إلى تحلل ممقوت.

ولعله من المفيد عرض القضية برفق وتدرج على والدها حتى يوافق على تزويجها، مع محاولة التركيز على عرض آداب القرآن عليها وليس مجرد حفظ الحروف والكلمات.

كما أرجو أن تكثروا لها من صالح الدعاء، خاصة والديها، مع محاولة تغيير الرفقة التي تدور حولها والانتقال إلى بيئة أخرى، ولو في نفس البلد إن لم يتيسر غيره.

أما اختراعها للقصص المثيرة عن نفسها فهذا يدل على أن هذه البنت محتاجة لجرعات من العطف والحنان تغنيها عن هذه القصص التي تريد بها لفت الأنظار إليها والظهور في المجتمع ولو بأي وسيلة، وهذا الشعور ينشأ عند الأبناء عندما تشتغل الأسرة عن توفير الجو العاطفي في البيت، فبعض الآباء ينشغل بأعماله وكذلك الأم، ونهمل هذا الجانب.

وعلينا بعد أن نحسن الاستماع لتلك القصص أن نجتهد في اختيار وقت مناسب لبيان خطورة مثل هذه الحكايات إذا صحت أو لم تصح، وكيف أنها تضر بالفتاة نفسها وبأسرتها، ومحاولة البحث في جذور المشكلة، وليس بمجرد علاج المظاهر الخارجية، فالدخان مثلاً قد يدل على عدم استقرار نفسي، والتعرف على الشباب قد يكون سببه الحاجة للاهتمام ولفت الأنظار، أو الافتقار إلى المال، وكل هذه يجب أن نحرص على أن نوفره لها حتى لا تطلبه من غيرنا.

والله الموفق.

www.islamweb.net