كيف أتخلص من الخوف من إمامة الناس في المسجد؟

2003-09-26 01:46:13 | إسلام ويب

السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


أنا أحب الصلاة مع الجماعة، وأريد أن أصليها جماعة بالمسجد لدرجة إنني أستيقظ الفجر بوقته، ولكن أصليها بالبيت كباقي الصلوات، والمشكلة التي تؤرقني منذ زمن بعيد وتمنعني من ذلك أنه عندما أحضر إلى المسجد للصلاة يطلبون مني أن أتقدمهم للإمامة لأنني أفضل الموجودين علماً وشهادة وقراءة للقرآن وأحكام التجويد، حتى إنه من يصلي بهم في رمضان عنده أخطاء كثيرة في التلاوة ونطق الكلمات والتجويد وباقي الأحكام الأخرى، لا أستطيع تصحيحها خوفاً من أنه يطلب مني أن أصلي بهم، وأنا أخجل كثيراً كثيراً جداً وأتلعثم بالقراءة، ويتصبب عرقي ولا أستطيع البوح لهم بذلك، أو لأحد غيرهم مما يسبب لي حرجاً شديداً، وهذا بدوره جعلني أبتعد عن الصلاة بالمسجد وعن صلاة التراويح، وأصلي بالبيت خوفاً من ذلك، علماً أنني أتمنى أن أستطيع الصلاة مع الجماعة في المسجد.

أرجو أن تدعوا لي بأن يمن الله عليّ بالصلاة مع الجماعة بالمسجد وهذه مشكلتي بين يديكم وأمانة لديكم أرجو مساعدتي في مشكلتي، لأنها تخنقني يوماً بعد يوم، انصحوني ماذا أفعل، أريد حلاً جذرياً.

جزاكم الله خير الجزاء وأجزل لكم الأجر والمثوبة، وشكراً لكم.


الإجابــة:

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

أخي الكريم: (من يرد الله به خيراً يفقه الدين)، و(يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله)، وقد شرفك الله فجعلك من أهل العلم الشرعي، فعليك أن تتقدم لإمامة الناس وتترك هذه الخواطر جانباً، وهذه الحالة من الخوف والاضطراب سوف تنتهي بإذن الله مع مرور الوقت، وكل إنسان يتقدم الصفوف لابد أن يجد صعوبة في البداية، ولكن بالاستعانة بالله والاستمرار تزول هذه المشاعر ويصبح الأمر عادياً جداً، وتذكر أن أهل الغناء والفسوق لا يستحون من أفعالهم، فلماذا يستحي من يقرأ القرآن؟

والخوف الشديد من الوقوع في الخطأ سبب رئيسيٌ في هذا الاضطراب، بالإضافة إلى حب العزلة والانطواء، والتركيز على مظاهر النقص في النفس، دون التفكر في جوانب التفوق.

ولا تلتفت إلى كلام الناس فرضاهم غاية لا تدرك، وليكن همك رضوان الله، وعندها سوف يلقى لك القبول في الأرض، واحرص على المواظبة على أذكار الخروج إلى الصلاة، وأشغل نفسك بذكر الله، وعندها ستنزل عليك السكينة والطمأنينة، وأرجو أن تتقدم الصفوف وتلبي رغبة الناس، وبذلك ينتفع بك هذا الأخ وينتفع بك أهل المنطقة أجمعون، ولا يجوز كتمان العلم والتقصير في إسداء النصح للمسلمين، مع مراعاة آداب التوجيه والإرشاد.

واستعن بالله وتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، واسأل مقلب القلوب سبحانه أن يثبتك، وأن ينزع من قلبك مظاهر الخوف والاضطراب، ونبتهل إليه سبحانه أن يستخدمنا وإياك في ما يرضيه.

ولا يجوز لك التخلف عن صلاة الجماعة، ورسولنا صلى الله عليه وسلم رفض أن يأذن للأعمى لأنه يسمع النداء، فلا تضعف أمام هذه الخواطر فهي من الشيطان وهو عدو جند نفسه ليحزن الذين آمنوا، وهمه أن يحرمنا من الأجر والمثوبة بحيلٍ ماكرة ووساوس مثبطة، لكن المؤمن بطاعته لله وذكره سبحانه يدمر هذا العدو، وكيد الشيطان ضعيف كما حكى ذلك الباري جل جلاله في كتابه.

ولست مطالباً بفضح نفسك وإخبار الناس بما يعرض لك، ولكن تجلد ومن يتصبر يصبره الله، وتذكر أن الله فضلك ورزقك العلم والفهم، وخالط الناس وعاشرهم، وتقدم صفوفهم، فأهل القرآن مكانهم في المقدمة، وتذكر أن تأخرك يتيح الفرص لمن لا يحسن، وقد تبطل صلاة المسلمين، ونحن نشفق على أنفسنا ونخشى على إخواننا، فلا تتسبب في إلحاق الضرر والنقص بنفسك والمسلمين.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

www.islamweb.net