الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رتبة حديث: ما من ولد بار ينظر إلى والدته نظرة رحمة...

السؤال

شعب الإيمان، الخامس والخمسون من شعب الإيمان وهو باب في بر الوالدين.
أخبرنا أبوعبد الله الحافظ في التاريخ أنا محمد بن حامد حدثني مكي بن عبدان نا الحسن بن هارون نا منصور بن جعفر نا نهشل بن سعيد عن الضحاك عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من ولد بار ينظر إلى والدته نظرة رحمة إلا كان له بكل نظرة حجة مبرورة. قالوا وإن نظر إليها كل يوم مائة مرة ؟ قال : نعم، الله أكبر وأطيب.
منصور بن جعفر هو والد الحسين بن منصور السلمي النيسابوري .
هذا الحديث مأخوذ من موقعكم وكنت أحب أن أسألكم عن صحته خصوصاً وأن أحد أصدقائي يقول لي بأن هذا الشيء غير معقول وإلا لفعله كل منا كل الوقت وأنا أخبرته بأنه القلائل من يستطيعون فعل ذلك بتوفيق من الله عز وجل لأنه ليست كل نظرة إلى الوالدين نظرة رحمة فهناك نظرات رحمة إلى الوالدين تلحقهما دموع الألم عليهما لكبر سنهما وشقائهما في هذه الدنيا ..... إلخ وهذه من تجربتي الشخصية. والله أعلم.
فأرجو أن تسدوا إليه النصيحة عندما يتحدث بهذه الطريقة عن الأحاديث الشريفة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن هذا الحديث ضعيف، ففي سنده نهشل بن سعيد كذبه إسحاق بن راهويه، وقال فيه الذهبي: واه، وقال ابن حجر: متروك، وفيه الحسن بن هارون مجهول، مع العلم بأن أبا عبد الله الحافظ يقصد البيهقي به شيخه الحاكم.

ومن المعلوم أن كتاب التاريخ للحاكم من مظنات الأحاديث الضعيفة؛ كما نبه عليه أهل المصطلح.

قال صاحب طلعة الأنوار في مصطلح الحديث:

وما نمي لعَقْ وعَدْ وخَطْ وكَرْ ومسند الفردوس ضعفه شهر

كذا نوادر الأصول وزد للحاكم التاريخ ولتجتهد

هذا، وننبه إلى أننا نحرص في مجال الإفتاء ألا نذكر على سبيل الاحتجاج إلا حديثا صحيحا أو حسنا، وهذا الحديث يوجد في موقعنا ضمن كتاب سنن البيهقي، ونحن إذا نشرنا كتابا من كتب السلف فالعهدة في السند على المؤلف وليست علينا.

كما ننبه إلى ضرورة البر بالوالدين والتلطف بهما ورحمتهما ولا سيما إذا كبرا، فاخفض لهما جناح الذل من الرحمة وارفق بهما، فقد ثبت في شأنهما من النصوص أحاديث غير هذا الحديث، كما نؤكد على وجوب البعد عن تحكيم العقول في الأحاديث.

وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 52378، 19479، 38011، 58735، 73417.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني