الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التوكيل في إخرج فدية الإفطار

السؤال

اسأل الله لكم حسن الخاتمة وأن يرزقكم جنة الفردوس وأن يجمعنا بكم فيها.. اللهم آميـنسؤالي هو.. خطيبتي مريضة بالسكر وتعتمد في علاجها علي حقن الأنسولين "حقنتين أو أكثر يوميا حسب الحاجة" وبالتالي فهي لا تقدر على صيام رمضان ولا بد لها أن تفطر حسب أوامر الطبيب.. وأعلم أن كفارة إفطارها إطعام مسكين عن كل يوم.. ولكني أسأل عن شيئين: الأول: هل يمكن أن يتم إخراج كفارة إفطارها نقوداً، وإذا كان ذلك ممكنا فما قيمة المبلغ الذي يجب إخراجه عن كل يوم، علما بأننا نسكن مصر.. الثاني: هل يمكنني أنا أن أخرج عنها تلك الكفارة، علما بأن خطبتنا ليست بشكل رسمي حتى الآن.. فأنا أخبرت أهلي عنها ولمست فيهم الموافقة وهي كذلك أخبرت والدتها ولمست عندها الموافقةولله الحمد وستتم الخطبة قريباً بمشيئة الله تعالى؟ وشكراً لكم وجزاكم الله خيراً ونفع بكم أمة الإسلام.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد بينا في فتاوى سابقة أن حقن الأنسولين غير مفطرة كما بينا الفدية التي تلزم من عجز عن الصيام عجزاً مستمراً. فراجع في ذلك الفتوى رقم: 57369.

وأما عن إخراج هذه الفدية بالقيمة فلا يجوز إخراجها قيمة عند جماهير العلماء خلافاً لأبي حنيفة رحمه الله، والصحيح مذهب الجمهور؛ لقوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ {البقرة:184}، ولا يجوز إخراج الفدية قبل الوجوب ولا تجزئ إلا بعده، ولا تجب الفدية إلا بطلوع فجر اليوم، فإن شاء أخرجها كل يوم وإن شاء جمع أياماً بعد مضيها.

ويجوز التوكيل في إخراجها ولا يشترط أن تكون من مال المريض، فإذا وكلتك خطيبتك بعد انقضاء الشهر في أن تخرج عنها فدية الأيام التي أفطرتها أو إذا وكلتك في ذلك بعد كل يوم تفطره أو أعلمتها أنك ستخرج عنها الفدية فرضيت جاز ذلك.

ونصيحتنا لك هي عدم التوسع في الكلام مع المخطوبة فهي أجنبية عنك حتى يمن الله عليكما بعقد الزواج، ونسأل الله أن ييسر لنا ولك الخير حيث كان وبالله التوفيق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني