الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمرته أمه بتأجيل عقد النكاح ويخشى الوقوع في العنت

السؤال

فأنا شاب أعيش في الجزائر مع أمي ثم ذهبت إلى الأردن من أجل أن تجلس مع إخوتي و تؤدي فريضة الحج، و عندما تركتني لوحدي تعرفت على فتاة تدرس معي في الجامعة و لم أنتظر بل أسرعت لمقابلة أهلها بعد موافقة أمي التي هي بعيدة عني من أجل أن تصبح الأمور بالحلال لكن قالت لي أمي لا تعقد عليها حتى أعود من الحج إن شاء الله، فهل يشترط في عقد الزواج حضور أمي مع العلم أن أبي متوفى وأنا لوحدي في الجزائر وأخاف على نفسي المعصية حين أكلمها في الهاتف وأريد أن أعقد عليها في أقرب الأوقات لتكون علاقتي معها بالحلال ومن أجل أن أعف نفسي عن الحرام وأخاف أن أقع ما يقع فيه كثير من الشباب من أن يكلم خطيبته ويخرج معها بدون عقد، أفيدوني أفادكم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا على تحريك الحلال، وحرصك على عدم الوقوع في الحرام، ونسأل الله أن يثبتك على ذلك، واعلم أخي السائل أن طاعة الوالدين واجبة، وحيث إن أمك قد طلبت منك ألا تعقد على هذه الفتاة إلا بعد عودتها من الحج، فالأصل أنه يجب عليك طاعتها، ولكن إن كنت – كما ذكرت- تخشى على نفسك الوقوع في الحرام، فعليك أن تطلب من أمك الموافقة على العقد في حال عدم وجودها، وتذكر لها ما ذكرت من أن الخاطب أجنبي عن خطيبته، وأنك تريد العلاقة على ما يحبه الله ويرضاه، فإن فعلت ذلك وتلطفت معها في الحديث وبالغت في التودد إليها، فحري أن توافقك على ما تريد إن شاء الله.

أما إذا امتنعت أمك مع ذلك، فعندها يجوز لك أن تعقد عليها دون حضور أمك، إذ يصير الزواج في حقك واجبا على الفور. قال ابن قدامة: والناس في النكاح على ثلاثة أضرب؛ منهم من يخاف على نفسه الوقوع في محظور إن ترك النكاح، فهذا يجب عليه النكاح في قول عامة الفقهاء؛ لأنه يلزمه إعفاف نفسه، وصونها عن الحرام، وطريقه النكاح .انتهى.

وحضور الأم في كل الأحوال سواء وافقت أم لم توافق ليس شرطا في صحة العقد، ولكن إن فعلت وتزوجت حال غيابها فعليك بعد ذلك أن تبالغ في إرضائها بكل سبيل. وللفائدة تراجع الفتويين: 19126، 23084.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني