الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بـ: اللهم أعز الإسلام

السؤال

أريد أن أعرف هل يجوز الدعاء بهذه العبارة اللهم أعز الإسلام والمسلمين أم لا يجوز لأن الإسلام معزوز وسيبقى معزوزا إن شاء الله. وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حرج في الدعاء باللفظ المذكور في السؤال، وليس معنى هذا أن الإسلام ذليل ؛ فإن الحق لا يَذِلُّ حتى وإن غُلِب، وقد قال تعالى: هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ {التوبة: 33}.

والمراد بالعزة في هذا الدعاء: الظهور والتمكين والنصرة والتأييد. كما في قوله صلى الله عليه وسلم: لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة، كلهم من قريش. رواه البخاري ومسلم واللفظ له.

وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم دعاء بنحو هذا المعنى المذكور في السؤال، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم أعز الإسلام بأحب هذين الرجلين إليك، بأبي جهل أو بعمر بن الخطاب. رواه أحمد والترمذي، وقال: حسن صحيح غريب. وصححه الألباني.

قال المباركفوري: قَوْلُهُ: (اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ) أَيْ قَوِّهِ وَانْصُرْهُ وَاجْعَلْهُ غَالِبًا عَلَى الْكُفْرِ اهـ.

وقد أُشكِل على هذا الحديث بنحو ما ذكر السائل الكريم، فأجاب علي القاري فقال في مرقاة المفاتيح: ليس فيما ورد من الحديث محذور، بل هو من قبيل قوله تعالى: فَعَزَّزْنَا بِثَالِثٍ، أي قوينا الرسولين وما أتيا من الدين به. أو من باب قوله صلى الله عليه وسلم: زينوا القرآن بأصواتكم. على أنه يمكن أن يكون من نوع القلب في الكلام، كما في: عرضت الناقة على الحوض. ولذا ورد أيضا: زينوا أصواتكم بالقرآن. والحاصل إنه إن صحت الرواية وطابقت الدارية فلا وجه للتخطئة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني