الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف يتصرف الرجل مع امرأته التي لا ترغب بالبقاء معه

السؤال

أنا متزوج منذ حوالي شهر أو أكثر بقليل، أنا إنسان عاطفي وحساس وأحب زوجتي كثيرا، ولكن المشكلة أنني منذ أول أيام الزواج وأنا أشعر بفتور مشاعر زوجتي اتجاهي مع أنني كنت قد كونت صورة مختلفة أثناء الخطبة مثلا كانت دائما تقول لي أريد بعد الزواج أن تمسك بيدي دائما وأن أحضنك كثيرا و أن أنام على صدرك كل ليلة و لكن المشكلة أن هذا لم يحدث كما كنت أتوقع، وأنا أناقش هذا الموضوع مع زوجتي فيكون ردها أنها لم تتأقلم مع الوضع الجديد في بيت الزوجية بعد حتى أنها لم تسمح لي بتقبيلها ولا مرة حتى اليوم ، وزوجتي عصبية المزاج وكانت دائما تقول عليك أن تتحملني فأنت تعرف طبيعتي، في الفترة الأخيرة أصبحت أتجنب النقاشات الحادة معها ولكن هي تفتعل مشاكل من مناقشات عادية جدا و بنظري أنها تكبر المواضيع الصغيرة وتحلل كل كلمة أقولها بطريقة مختلفة عن ما أقصده، وبالنتيجة أكون أنا مخطئ في نظرها وغير مراع لمشاعرها وغير مهتم بها. كما أصبحت في الفترة الأخيرة تترك الفراش وتنام في غرفة الصالون بحجة أن الغرفة مخنوقة مع أنها أفضل غرفة في البيت من حيث التهوية. كما أنني أعاني من أنه كلما حصل بيننا اختلاف على أمر ما تطلب الطلاق و تهدد بالعودة إلى بيت أهلها، وحيث إنني لم أخطئ في حقها بشيء أرى أن أهلها لا يؤيدوها ويجبروها على عدم مغادرة بيت الزوجية. باختصار أنا أشعر أن زوجتي لا تحبني كما كنت أتصور ولا تعيرني اهتماما ولا تعطي أي قيمة لكل حبي واهتمامي بها، بل وتشعرني أنني دائما مقصر في حقها. كيف أتصرف مع زوجة أعرف أن رغبتها بأن تتركني وهي باقية معي فقط لأن أهلها يضغطون عليها بالبقاء معي؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالذي ننصحك به ابتداء أن تتوب إلى الله سبحانه وتستغفره لذنبك, فإن الذنوب لها أثر كبير في ضياع الآمال. وقد قال بعض السلف: إن الصالحين إذا فقدوا آمالهم تفقدوا أعمالهم. وما نزل بلاء بالعبد إلا بذنب كسبته يداه، ولا رفع عنه إلى بتوبة منه إلى مولاه.

ثم عليك أن تنصح لزوجتك وتعلمها أن ما تفعله من تمنعها عنك في أمور الاستمتاع غير جائز وأنه من النشوز المحرم. قال النووي في روضة الطالبين: امتناعها عن الوطء والاستمتاع والزفاف بغير عذر نشوز. انتهى.

ونوصيك أن تصبر عليها وتتلطف بها فربما كانت الحياة الزوجية الجديدة ومفارقة أهلها كل ذلك ربما كان أمرا عسيرا عليها ثم لا تلبث بعد ذلك أن تألفه, فاصبر عليها – رحمك الله صبرا جميلا - فإن استمرت على ما هي عليه من النشوز ومنع الاستمتاع, فاسلك معها مراتب علاج النشوز المبينة في الفتوى رقم: 1103.

فإن لم يجد هذا وعلمت أنها تبغض البقاء معك فالأولى أن تطلقها؛ إذ لا خير للرجل في البقاء مع امرأة تكره البقاء معه.

جاء في الروض المربع شرح زاد المستنقع: ويستحب للضرر، أي لتضررها باستدامة النكاح في حال الشقاق وحال تحوج المرأة إلى المخالعة ليزول عنها الضرر. انتهى.

وجاء في الكافي لابن قدامة وهو يذكر أنواع الطلاق .......ومستحب وهو : عند تضرر المرأة بالنكاح إما لبغضه أو غيره فيستحب إزالة الضر عنها. انتهى.

ويجوز لك حينئذ أن تعضلها وتمتنع عن طلاقها حتى تفتدي منك كما بيناه في الفتوى رقم: 76251.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني