الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

استعمال الحكمة في النهي عن البدع المنتشرة بين الناس

السؤال

شباب أعطوا شابا آخر من قرية معينة كمية من الأسطوانات، لكي يوزعها في مسجدهم، وهذه الأسطوانات تحوي محاضرة عن البدع والتحذير منها لأحد علماء السلفية ذي الثقة في الدين. ولكنه بعد فترة أعاد إلى الشباب هذه الأسطوانات؛ لأنها تحتوي على محاضرة تُحَرِم الاحتفال بالمولد النبوي، لأنهم يحتفلون بالمولد النبوي بسبب فتوى بعض العلماء، وهو يقول إنه يخاف أن يُحدِث فتنه من وراء هذه الأسطوانات. فماهو رأي فضيلتكم في هذا الصنيع؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد سبق أن بينا حكم الاحتفال بالمولد النبوي، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 1563، 1888، 6064، 71677، 8762.

كما سبق لنا بيان بعض الشبهات في هذه المسألة وجوابها، وذلك في الفتاوى التالية أرقامها: 76353، 74863، 17832، 62785.

وأما بخصوص الحال المسئول عنه، فنقول على وجه العموم: إن التحذير من البدع وإنكار سائر المنكرات ـ أمر مطلوب، بل في غاية الأهمية، ونظرا لهذه الأهمية فالأمر يحتاج إلى حكمة وتؤدة، وذلك لغلبة الجهل وفشو المنكرات وظهور البدع، فالأمر يحتاج إلى نوع تمهيد وترتيب وتخطيط لتأصيل المسائل وبناء الثقة، ثم البداءة بالأهم فالمهم، والتدرج بالناس من المسائل القريبة المأخذ السهلة الفهم، إلى المسائل العميقة الدقيقة المأخذ وهكذا، وراجع في هذه المسألة الفتويين رقم: 129154، ورقم: 72642.

فإذا تقرر ذلك، فإن كان رد هؤلاء الأخوة لهذه الأسطوانات المذكورة من هذا الباب، فينبغي أن يحسن فيهم الظن ويلتمس لهم العذر.

وفي الوقت نفسه يبحث عن الطريقة المثلى لإرشاد هؤلاء الناس وتعليمهم، وقد يكون ذلك عن طريق مادة هذه الأسطوانة نفسها دون التعرض لمسألة الاحتفال بالمولد على وجه الخصوص، أو اختيار مادة أخرى لشيخ آخر يتحدث في موضوع البدع ويؤصل له بطريقة تناسب هؤلاء الناس.

ونسأل الله تعالى أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يجمعهم على العمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني