الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يجب طاعة الأم إذا عارضت زواج ابنها دون سبب شرعي

السؤال

أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ، الموضوع هو كالتالي :
خطبت فتاة منقبة ظاهرها الصلاح وذات سمعة حسنة ولله الحمد، وكما جرت به العادات في المغرب، يذهب الخاطب رفقة والديه ببعض الهدايا بغرض الخطبة "الرسمية"، وبالفعل، ذهبت رفقة والدتي –والدي متوفى- إلى بيت المخطوبة ببعض الهدايا وتم كل شيء بسلام، اطمأنت والدتي أيضا ويعلم الله أني قد سألتها عن رأيها في البنت عشرات المرات فأجابت بالقبول.
شرعنا بعدها في الإجراءات لإبرام العقد وحددنا موعد الزفاف. غير أن أمي أخذت تنصحني بإلغاء الأمر وبالبحث عن فتاة أخرى، فقط لأنها حلمت ثلاث مرات بأن البنت لا تصلح لي وأنها منافقة وستنزع النقاب..
للفائدة: أمي عامية تتابع الأغاني و المسلسلات الهابطة الخ..
وعظتها وبينت لها حكم أضغاث الأحلام حسب ما أعرف لكنها أصرت على رأيها وقالت لي إنها بريئة إذا حدث لي مكروه. بينما لم يبق للعرس إلا سبعة أيام، ولم يبق للعقد إلا ثلاث، دعونا أسرة البنت عندنا لطعام العشاء، ومن جهتي تحضر خالتي و زوجة خالي للتعرف عليهم. مر كل شيء بسلام، وفي صباح اليوم التالي أخذوا يحذرونني منهم بغير دليل، فقط أحلام و أحاسيس، وتطير بموت قطط صغيرة كنت أربيها في البيت..
هددتني أمي وقالت حالفة إذا تزوجتها أني لست ولدا لها، وحلفت أيضا أني عاق، فلم يزدني هذا الأمر إلا تعلقا بالبنت معتمدا على حديث الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام : "إنما الطاعة في المعروف" فمضيت قدما وتزوجتها دون علم أحد وأسكنتها بعيدة واكتفيت بوليمة أسرة البنت. أكتفي بهذا فالقصة طويلة..
الآن أمي لا تكلمني و لا ترد علي السلام، فما رأيكم ؟ أفتونا مأجورين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك أن أمك لم تكن محقة في اعتراضها على زواجك من تلك المرأة، فتلك الأسباب المذكورة من أضغاث الأحلام تلك، وأعظم منه التطير بموت القطط أو غيرها، ورفض الأم زواج ولدها بمن يريدها لمثل هذه الأسباب لا يلزم الولد طاعتها فيه.

وعلى كل حال فما دمت قد تزوجت فالواجب عليك إرضاء أمك والاجتهاد في برها والإحسان إليها وطاعتها في المعروف فإن حق الأم عظيم، وانظر الفتوى رقم: 31916.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني