الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التسمي بأسماء الأنبياء والملائكة

السؤال

ما الحكم الشرعي في التسمي بأسماء الأنبياء والملائكة عليهم السلام في المنتديات واتخاذها ألقابا لهم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد تقدم لنا بيان جواز دخول المنتديات بأسماء مستعارة، في الفتوى رقم: 63095، ولكنه قد كره بعض أهل العلم التسمي بأسماء الملائكة، وهو قول مالك ورجحه ابن القيم..

قال ابن القيم في تحفة المودود: ومنها (أي الأسماء المكروهة): كأسماء الملائكة كجبرائيل وميكائيل وإسرافيل فإنه يكره تسمية الآدميين بها، قال أشهب: سئل مالك عن التسمي بجبريل فكره ذلك ولم يعجبه... انتهى.

وأما التسمي بأسماء الأنبياء فهو جائز بلا كراهة عند أكثر أهل العلم، وقد سمى النبي صلى الله عليه وسلم ابنه إبراهيم كما في صحيح مسلم حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ولد لي الليلة غلام سميته باسم أبي إبراهيم. قال المناوي في فيض القدير: وإنما سمى ابنه إبراهيم لبيان جواز التسمي بأسماء الأنبياء. انتهى

وقال ابن القيم في تحفة المودود بأحكام المولود: واختلف في كراهة التسمي بأسماء الأنبياء على قولين: أحدهما: أنه لا يكره. وهذا قول الأكثرين وهو الصواب. والثاني: يكره، قال أبو بكر بن أبي شيبة في باب ما يكره من الأسماء: حدثنا الفضل بن دكين عن أبي جلدة عن أبي العالية: تفعلون شرا من ذلك تسمون أولادكم أسماء الأنبياء ثم تلعنونهم. وأصرح من ذلك ما حكاه أبو القاسم السهيلي في الروض فقال: وكان من مذهب عمر بن الخطاب كراهة التسمي بأسماء الأنبياء. قلت: وصاحب هذا القول قصد صيانة أسمائهم عن الابتذال وما يعرض لها من سوء الخطاب عند الغضب وغيره. اهـ. وللفائدة راجع الفتوى رقم: 52135.

وبناء على ما ذكر فلا حرج في أن يتسمى الشخص أو يلقب نفسه باسم من أسماء الأنبياء في المنتديات أو في غيرها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني