الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تستسلم للشيطان، واسلك مدارج الصلاح مع الدعاء والعزيمة

السؤال

أنا شاب في 19 من العمر أدرس في السنة الثالثة بكلية الطب ومنذ أن دخلتها انخفض مستواي العلمي بسبب مشكلتين خطيرتين هما أني وقعت في بحر التمني والثانية أني أصبحت كثير النسيان جدا وللعلم حصلت في الثانوية العامة على %96.5 وكذلك في بقية الصفوف فلم أقل عن %95 في أيّ منها ولكن الآن حصلت على جيد جدا ثم جيد ثم مقبول أو أقل فلم تظهر النتيجة ولكني أعلم ماذا فعلت في الا متحانات وللعلم أنا متدين ولكن الشيطان أفسد علي تديّني بل وحياتي بهاتين المشكلتين وأنا لا أعلم ولا أقدر على شيء أفعله أرجوك أعني على إصلاح ما أفسده الشيطان من قلبي وحسبك من الشكر ثواب الله

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فيا أخي الكريم حفظك الله ورعاك، ومن كيد الشيطان ومكره حماك ووقاك، اعلم أن الدنيا سريعة الزوال، دائمة التقلب لا تدوم على حال، والعاقل هو الذي أخذ منها زاده للآخرة، والخاسر من غرته الدنيا وغره بالله الغرور، فهو في كل واد يهيم، لا يزدجر ولا يرعوي حتى يأتيه الموت، وهو مقيم على الذنوب والمعاصي، واعلم أن رأس مال الإنسان دينه، فإن خسره خسر كل شيء، قال تعالى: ( قل إن الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة ألا ذلك هو الخسران المبين*لهم من فوقهم ظلل من النار ومن تحتهم ظلل ذلك يخوف الله به عباده يا عباد فاتقون )[الزمر:16] واعلم أنك مع الشيطان في معركة، فلا تستسلم لوساوسه وكيده، وعليك بمجاهدة نفسك على سلوك سبيل الهدى والفلاح، قال تعالى: ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين )[العنكبوت:69] وارق بنفسك نحو المعالي واسلك بها مدارج الصلاح والكمال، ومن جد وجد، ومن سار على الدرب وصل، وإياك والتسويف، واحذر ليت ولعل وسوف ولو أني، ولا تؤخر عمل اليوم إلى الغد، وما بلغ من بلغ إلا بالجد والعمل، لا بالتسويف والكسل.
والتقوى باب من العلم وإلى العلم، قال تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقاناً ويكفر عنكم سيئاتكم ويغفر لكم )[الأنفال:29] فرتب الله على التقوى خيري الدنيا والآخرة، وبين تعالى أن من ثمار التقوى الفرقان، وهو العلم والهدى الذي يفرق به صاحبه بين الهدى والضلال، والحق والباطل، والحلال والحرام، والصواب وغير الصواب.
وانظر يا أخي الكريم إلى الأسباب التي أضعفتك وحاول أن تتخلص منها، وارفع يديك إلى ربك الكريم الذي بيده أمرك كله، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " إن الله حيي كريم يستحي إذا رفع الرجل يديه إليه أن يردهما صِفراً خائبتين " رواه أبو داود وقال حديث حسن، ونرشدك أخي الكريم أن تطالع الفتوى التالية لعل الله ينفعك بها، وتجد فيها بغيتك، وهي برقم:
9525
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني