الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ.. من هو الجد؟

السؤال

قال ابن ماجه في سننه: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ عَلَى أَصْحَابِهِ، وَهُمْ يَخْتَصِمُونَ فِي الْقَدَرِ، فَكَأَنَّمَا يُفْقَأُ فِي وَجْهِهِ حَبُّ الرُّمَّانِ مِنَ الْغَضَبِ، فَقَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُمْ، أَوْ لِهَذَا خُلِقْتُمْ، تَضْرِبُونَ الْقُرْآنَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ، بِهَذَا هَلَكَتِ الأُمَمُ قَبْلَكُمْ, قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو: مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِمَجْلِسٍ تَخَلَّفْتُ فِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى الله عَليْهِ وسَلَّمَ، مَا غَبَطْتُ نَفْسِي بِذَلِكَ الْمَجْلِسِ وَتَخَلُّفِي عَنْهُ. المطلوب والمسؤول عنه: من المراد بالجد المذكورفي هذ السند ـ عن أبيه عن جده؟ وشكرا لكم، وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الجد المذكور في السند هو الصحابي الجليل عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما ـ لأن شعيب بن محمد بن عبد الله بن عمرو يقصد برواية أبيه عن جده كما قال الذهبي في السير تعقيبا على قول ابن عدي قال ابن عدي: هو في نفسه ثقة إلا إذا روى عن أبيه عن جده يكون مرسلا لأن جده عنده محمد بن عبد الله بن عمرو ولا صحبة له .

يقول الذهبي قلت: الرجل لا يعني بجده إلا جده الأعلى عبد الله ـ رضي الله عنه ـ وقد جاء كذلك مصرحا به في غير حديث يقول عن جده عبد الله فهذا ليس بمرسل وقد ثبت سماع شعيب والده من جده عبد الله بن عمرو ومن معاوية وابن عباس وابن عمر وغيرهم، وما علمنا بشعيب بأسا ربي يتيما في حجر جده عبد الله وسمع منه وسافر معه ولعله ولد في خلافة علي، أو قبل ذلك، ثم لم نجد صريحا لعمرو بن شعيب عن أبيه عن جده محمد بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن ورد نحو من عشرة أحاديث هيأتها عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن عبد الله بن عمرو وبعضها عن عمرو عن أبيه عن جده عبد الله، وما أدري هل حفظ شعيب شيئا من أبيه أم لا، وأنا عارف بأنه لازم جده وسمع منه .

وعلى ذلك، فالجد المذكور هو الجد الثاني عبدالله بن عمرو وليس الأول: محمدا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني