الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المؤمن يغار، وهجر مرتكب الموبقات مشروع

السؤال

ما رأيكم في شخص كان شديداً على أخواته إلى حد أنه ترك أخته لخمسة أشهر لمجرد أنها تكلمت مع رجال وهم أصدقاؤها فقط، ولكنه لما تزوج تزوج امرأة سيئة الخلق ترتكب أشياء قريبة من المحرم ولها علاقات مع الرجال ونحوها وهو يعرف هذه الأشياء كلها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن غيرة الأخ على أخته أمر واجب، لأنها عرضه الذي يجب عليه أن يصونه ويدافع عنه، وقد جعل النبي صلى الله عليه وسلم الغيرة من علامات الإيمان، كما رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرَّم عليه" ، وإذا رضي الأخ أو الأب لأخته الوقوع في الحرام، فقد ذهبت الغيرة من قلبه، ومن ذهبت الغيرة من قلبه فالجنة عليه حرام، كما في الحديث عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ثلاثة قد حرَّم الله عليهم الجنة، مدمن الخمر والعاق والديوث الذي يقر في أهله الخبث" رواه أحمد وغيره، وهو حديث صحيح، ومثل هذه الغيرة لا بد أن تكون في قلب الرجل على جميع من هو مسؤول عنهن جميعاً، كأمه وزوجته وبنته وعمته وخالته ونحوهن.
وبناءً على هذا، نقول: إن فعل هذا الأخ مع أخته مشروع وصحيح، بل وواجب وسكوته على زوجته غير صحيح، بل هو أمر محرم وصاحبه داخل في الوعيد المذكور، وليُعلم أنه لا يوجد في الإسلام صداقة بين الرجال والنساء، بل الأصل هو الفصل بينهما، وعدم الاختلاط الذي يؤدي دائماً إلا ما لا تحمد عقباه، ويجب على هذا الأخ أن ينصح زوجته بالبعد عن الحرام، وأن يزجرها عن ذلك بكل ما يملك من وسائل، ولو أدى ذلك إلى ضربها، فإن صلحت حالها، فذلك المطلوب، وإلاّ فالمسلم لا يرضى لنفسه أن يمسك امرأة هذا خلقها.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني