الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حول مسألة فترة الوحي

السؤال

اطلعت على نص فتوى عن فترة فتور الوحي ففي الفتوى رقم: 37834، استند المفتي في آخر الفتوى عن حديث محاولة انتحار النبي صلاة الله عليه، اعلم أن هذا الحديث من صحيح البخاري ولكنه ورد تحت قسم روايات البلاغات، فهو مجرد بلاغ، ومعروف أن البلاغات في مصطلح علماء الحديث: إنما هي مجرد أخبار وليست أحاديث صحيحة السند أو المتن، وشكرا لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكرك على الاتصال بنا وعلى الملاحظة التي أبديت لنا بارك الله فيك، وقد ذكرنا في الفتويين رقم: 158281، ورقم: 128476ضعف هذا الكلام ونكارته، ونقلنا فيهما قول ابن حجر والألباني في ذلك وكلام الشافعي والقطان في مراسيل الزهري فراجعهما.

هذا، وينبغي التنبه إلى أن البخاري لم يذكره في صحيحه على أنه حديث مسند مرفوع وإنما قال: وقال الزهري: وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم ـ فيما بلغنا ـ حزنا غدا منه مراراً كي يتردى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدى له جبريل، فقال: يا محمد، إنك رسول الله حقا فيسكن لذلك جأشه، وتقر نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك.
قال الحافظ ابن حجر: وهو من بلاغات الزهري وليس موصولاً. اهـ.

وقد ذكر بعض الباحثين أن البخاري أراد بذكرها بيان ضعفها لمخالفتها للأحاديث المسندة الصحيحة التي لم يذكر هذا فيها هذه الزيادة، قال الدكتور عماد الشربيني في رسالته للدكتوراه والتي بعنوان رد شبهات حول عصمة النبى صلى الله عليه وسلم قال: لعل الإمام البخاري وغيره ممن أخرج هذه الزيادة أرادوا بذلك التنبيه إلى مخالفتها لما صح من حديث بدء الوحي الذي لم تذكر فيه هذه الزيادة، وخصوصاً أن البخاري لم يذكر هذه الزيادة في بدء الوحي ولا التفسير، وإنما ذكرها في التعبير. انتهى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني