الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التوسل بـ : مقام الله

السؤال

هل يجوز أن نقول اللهم إني أسألك بمقام ربي أقصد هل إضافة المقام إلى الله إضافة صفة لموصوف؟ أرجو التوضيح.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد قال الله تعالى: وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ {الرحمن:46}. وقال جل اسمه: وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى {النازعات:40}. واختلف العلماء في هذه الإضافة فقيل هي من إضافة المصدر إلى فاعله فيكون المعنى من خاف قيام ربه عليه بالمراقبة، وعلى هذا فالمقام من أفعال الرب تعالى فيكون سؤاله به على هذا المعنى جائز فكأنه يقول: أسألك بمراقبتك لخلقك واطلاعك عليهم. وقيل المقام مضاف إلى الرب إضافة المصدر إلى مفعوله والمعنى من خاف مقامه بين يدي ربه للمحاسبة. وعلى هذا الوجه فليس المقام من صفات الرب تعالى، بل هو فعل العبد المخلوق لله تعالى، وقيل المقام اسم مكان وعلى هذا الوجه فالمقام مخلوق لله وليس هو صفة له.

وقد أوضح السمين الحلبي هذه الأقوال فقال: قوله: {مَقَامَ رَبِّهِ} : يجوزُ أَنْ يكونَ مصدراً، وأَنْ يكونَ مكاناً. فإِنْ كان مصدراً، فيُحْتمل أَنْ يكونَ مضافاً لفاعلِه، أي: قيامَ ربِّه عليه وحِفْظَه لأعمالِه مِنْ قولِه: {أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ على كُلِّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ} [الرعد: 33] ويُرْوَى هذا المعنى عن مجاهد، وأن يكونَ مضافاً لمفعولِه. والمعنى: القيام بحقوق الله فلا يُضَيِّعُها. وإنْ كان مكاناً فالإِضافةُ بأَدْنى مُلابسة لَمَّا كان الناسُ يقومون بين يَدَيِ اللهِ تعالى للحساب في عَرَصات القيامة قيل فيه مَقامُ الله. انتهى.

وبه تعلم أن التوسل بمقام الله على أنه صفة له لا يجوز إلا على المعنى الأول.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني