الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الضالة المنهي عن إنشادها في المسجد

السؤال

نسأل الله عز وجل أن ينفعنا بما علمكم، وأن يعلمكم ما ينفعنا... فضيلة الشيخ ....في الحديث الشريف" إذا رأيتم الرجل ينشد ضالته في المسجد فقولوا: لا ردها الله عليك" هل المقصود بالضالة( البهائم ..كالإبل والغنم والماعز والبقر وغيرها) ..وهل لو فقدت محفظة أو طفل أو ملف به أوراق مهمة. وتم التبليغ عنها بمكبر الصوت بالمسجد يعد من الضالة التي ذكرت في الحديث والتي نقول لصاحبها لا ردها الله عليك؟ مع العلم أنه عند نشدان الضالة في المسجد لا يكون بالمسجد مصلين أي أننا لا نلهي أحد عن الصلاة أو الذكر..ولكن ندخل المسجد لغرض استخدام "مكبر الصوت" في أوقات لا يوجد بها مصلون بالمسجد. ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :

فقد دلت السنة على المنع من إنشاد الضالة في المسجد كما في قول النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَمِعَ رَجُلًا يَنْشُدُ ضَالَّةً فِي الْمَسْجِدِ فَلْيَقُلْ لَا رَدَّهَا اللَّهُ عَلَيْكَ فَإِنَّ الْمَسَاجِدَ لَمْ تُبْنَ لِهَذَا. رواه مسلم. وليست الضالة المنهي عن إنشادها في المسجد خاصة بضالة البهائم بل كل شيء يقتنى كما قال المناوي في شرح الجامع الصغير عن المراد بالضالة في الحديث: وهي أصالة الحيوان، وهنا أي شيء ضاع . وإذا كان الضائع طفلا فإن المفتى به عندنا جواز إنشاده في المسجد حفاظا عليه من الضياع كما بيناه في الفتوى رقم 132612. وذهب بعض العلماء إلى أنه لا يجوز إنشاد الطفل الضائع داخل المسجد لعموم الحديث , فقد سئلت اللجنة الدائمة عن ما إذا كان الضائع إنسانا فهل يجوز إعلان ذلك في المسجد، كغلام أو طفل أو شاب أو شيخ ؟ فأجابت بقولها : لا يجوز إنشاد الضالة في داخل المسجد، سواء كان الضال متاعا أو حيوانا أو إنسانا، لعموم النهي عن إنشاد الضالة في المسجد. اهــ
وإنشاد الضالة بمكبر الصوت داخل في الحديث سواء كان في المسجد أناس يصلون أو لا يصلون لأن العلة أن المساجد لم تبن لهذه الأمور كما في الحديث، ولأن رفع الصوت في المسجد مكروه، ومكبر الصوت أبلغ في رفع الصوت.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني