الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القول الذي رجحه ابن تيمية في موطن سجود السهو

السؤال

متى يكون السجود القبلي والسجود البعدي؟وشكراً

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فموطن سجود السهو اختلف فيه العلماء، فقيل: كله قبل السلام وهو مذهب الشافعي ، وقيل: كله بعد السلام، وهو مذهب أبي حنيفة ، وقيل: ما كان عن نقص فمحله قبل السلام، وما كان عن زيادة فمحله بعد السلام وهو مذهب مالك، وقول للشافعي في القديم، ومذهب الإمام أحمد أنه قبل السلام، إلا ما ورد فيه النص أنه بعد السلام، وهو ما إذا سلم من نقص في صلاته أو تحرى الإمام فبنى على غالب ظنه، وما عداه يسجد قبل السلام.
والصواب ما رجحه ابن تيمية حيث قال: (وأظهر الأقوال وهو رواية عن أحمد فرق بين الزيادة والنقص وبين الشك مع التحري والشك مع البناء على اليقين، فإذا كان السجود لنقص كان قبل السلام لأنه جابر ليتم الصلاة به، وإن كان لزيادة كان بعد السلام لأنه إرغام للشيطان لئلا يجمع بين زيادتين في الصلاة، كذلك إذا شك وتحرى فإنه يتم صلاته، وإنما السجدتان إرغام للشيطان فتكونان بعده.
وكذلك إذا سلم وقد بقي عليه بعض صلاته ثم أكملها فقد أتمها، والسلام فيها زيادة، والسجود في ذلك بعد السلام ترغيماً للشيطان.
وأما إذا شك ولم يبن له الراجح فيعمل هنا على اليقين، فإما أن يكون صلى خمساً أو أربعاً، فإن كان صلى خمساً فالسجدتان يشفعان له صلاته ليكون كأنه صلى لله ستاً لا خمساً، وهذا إنما يكون قبل السلام، فهذا الذي بصرناه يستعمل فيه جميع الأحاديث الواردة في ذلك، وما شرع قبل السلام توجب فعله قبل السلام، وما شرع بعد السلام لا يفعل إلا بعده وجوباً، وهذا أحد القولين في مذهب أحمد وغيره، وعليه يدل كلام أحمد وغيره من الأئمة). انتهى
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني