الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يؤاخذ الموسوس بأقواله التي حمله عليها الوسواس

السؤال

كنت ممن ابتلي بالوسواس القهري منذ زمن بعيد وكان يشتد بي تارة ويهدأ، إلا أنه مرت علي فترة هدني فيها هذا فقد صرت أفكر بوجود الله حتى أقول بعدها: الله غير موجود ـ عياذا بالله القاهر ـ وأترك الصلاة إلا أنني كنت أرجع لأنني لا أستطيع العيش بدون صلاة، وهكذا مرات ومرات، مع أنني حرصت على شراء الكتب النافعة في ذلك والفديوهات، أشعر بالعذاب الشديد، فهل أنا كافر بذلك حقا؟ مع أنني لا أصل إلى هذا الحد من الفتنة والانهزام عن رغبة في الكفر! صدقوني صرت أتهم نفسي بالجنون، أرجو منكم بيانا شافيا في أقرب وقت وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله لك العافية، ثم اعلم أن المبتلى بالوسوسة في معنى المكره فلا يؤاخذ بما يصدر عنه من أقوال إذا كان إنما حمله عليها الوسواس، فما دمت كارها لهذه الوساوس نافرا منها حريصا على التخلص منها فإنها لا تضرك ـ بإذن الله ـ بل كراهتك لها دليل صدق إيمانك، وعليك أن تستمر في مجاهدتها والسعي في التخلص منها بكل ممكن، وأنت مأجور ـ إن شاء الله ـ على هذه المجاهدة، وراجع الفتوى رقم: 147101، وما فيها من إحالات.

وعليك أن تقضي الصلوات التي تركتها تحت تأثير الوسوسة فإنها دين في ذمتك لا تبرأ إلا بقضائها، ولبيان كيفية القضاء انظر الفتوى رقم: 70806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني