الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طريق السلامة في التمسك بالوحي الموروث عن سيد المرسلين

السؤال

ماهي الضوابط التي تحكم الحق في الديانات, وكيف أستطيع أن أحكم أيها صحيح وأيها خاطئ, في الإسلام يوجد أكثر من مذهب, كيف يمكنني أن أعرف ماهو المذهب الصحيح؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نصب الله سبحانه على صحة دينه الحق الذي هو الإسلام علامات وأمارات لا تخفى على طالب الحق بحال، فكل مريد للحق يعرف صحة هذا الدين وصدق النبي صلى الله عليه وسلم ضرورة، فإن دليل ذلك في متناول كل طالب له كالماء والهواء، وحسبك دليلا على صدق النبي صلى الله عليه وسلم وأن دينه هو الدين الحق الذي لا يقبل الله سواه أنه صلوات الله عليه تحدى العالم بأسره أن يأتوا بمثل ما جاء به من الوحي أو بعشر سور من مثله أو بسورة من مثله فعجزوا، ولمزيد التفصيل حول هذا المعنى تنظر الفتوى رقم: 173259 ، وأما معرفة أصح المذاهب من المذاهب المنتمي أصحابها للإسلام فليعلم أن الله تعالى قد أرسل رسله مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب والميزان وبعثهم بالبينات الدالة على صدقهم والتي هي أوضح من الشمس في رابعة النهار، وجعل خاتمهم وخيرهم نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم، وأوجب على الناس كافة متابعته والإيمان به، فدعا إلى الله سرا وجهارا ليلا ونهارا، فاستجاب له من أصحابه رهط هم خير جيل وأشرف قبيل بعد الرسل عليهم السلام، فأخذوا عنه صلى الله عليه وسلم وتلقوا منه ما علمه الله إياه من الوحي المبين غضا صافيا، ونقلوه لمن بعدهم لم يزيدوا فيه ولم ينقصوا منه رضي الله عنهم وأرضاهم، وكان الموفق السعيد بعدهم هو من تمسك بما كانوا عليه وقفى أثرهم واعتقد مثل ما كانوا يعتقدون، فهذا هو الضابط وذاك هو الميزان، موافقة ما بعث الله به رسوله صلى الله عليه وسلم وكان عليه أصحابه رضوان الله عليهم، قال تعالى: فَإِنْ آمَنُوا بِمِثْلِ مَا آمَنْتُمْ بِهِ فَقَدِ اهْتَدَوْا {البقرة:137}. وبين صلى الله عليه وسلم أن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة. وهي الجماعة. وفي رواية: ما أنا عليه اليوم وأصحابي.

قال شيخ الإسلام رحمه الله في الواسطية: لما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن أمته ستفترق على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة - وهي الجماعة -} وفي حديث عنه أنه قال: " {هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي} صار المتمسكون بالإسلام المحض الخالص عن الشوب هم أهل السنة والجماعة؛ وفيهم الصديقون والشهداء والصالحون ومنهم أعلام الهدى؛ ومصابيح الدجى؛ أولوا المناقب المأثورة والفضائل المذكورة؛ وفيهم الأبدال: الأئمة الذين أجمع المسلمون على هدايتهم ودرايتهم وهم الطائفة المنصورة الذين قال فيهم النبي: {لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة. انتهى.

فعلى المسلم أن يحرص على أن يكون في قوله وفعله واعتقاده موافقا لما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأن يعلم أن كل عقيدة وفرقة لم توافق هذا المنهج السديد فهي على خطر، فإنه لا نجاة ولا عصمة إلا في التمسك بالوحي الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم والذي كان عليه أصحابه والتابعون لهم بإحسان، والحال كما قال إمام دار الهجرة مالك رحمه الله: لن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما أصلح أولها.

نسأل الله أن يثبتنا على الحق حتى نلقاه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني