الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ضابط طاعة ومحبة الأبوين الكافرين

  • تاريخ النشر:الإثنين 30 ذو القعدة 1433 هـ - 15-10-2012 م
  • التقييم:
رقم الفتوى: 188593
3618 0 197

السؤال

معلوم أن من كان كافرا يجب أن تبغضه وتعاديه في الله حتى لو كان أباك أو أمك، فكيف يتسق هذا مع قوله تعالى: وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن طاعة الوالدين مسلمين كانا أو كافرين فيما لا معصية فيه ولا ضرر على الولد أمر واجب، لقول الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا {العنكبوت:8}.

ولا منافاة بين وجوب هذه الطاعة، ومحبة الوالدين محبة طبيعية وبين بغض الكافر لكفره، وقد بسطنا القول في ذلك في الفتوى رقم: 172449، فراجعها. وراجع الفتوى رقم: 101316

واعلم أن الله تعالى لم ينه عن الإحسان إلى الكافر الذي لم يحارب المسلمين ولم يناصبهم العداوة، وقد قال الله تعالى: لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ{ الممتحنة: 8}.

يقول الزحيلي: والقصد من الآية: أن الله تعالى لا ينهى عن برّ المعاهدين من الكفار الذين عاهدوا المؤمنين على ترك القتال، وعلى ألا يعينوا عليهم

وراجع الفتوى رقم: 151751.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

عضوية الموقع

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني



خيارات الكلمات :

مستوى التطابق: