الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طاعة الوالدين والإخوة في المعروف لا شأن لها بالشرك

السؤال

أحس أني وقعت في الشرك الأكبر؛ لأني قبلت نصيحة أمي وأبي وأخواتي, ولمحبتهم, ولطاعة والدي, فهل هذا من الشرك أم أنه مجرد إحساس, ولا مجال للشرك في هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فطاعة الوالدين والإخوة ومحبتهم ليست من الشرك, بل هي مما أمر به الشرع، وقد قرن الله حقه في الشكر بحق الوالدين, فقال تعالى: أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان:14}, وقال تعالى: وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا {النساء:36}، وقال تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا {الأحقاف:15}.

وتكون طاعتهما في المعروف, أما المعصية فلا طاعة لهما فيها, ولا يسقط ذلك حقهما في البر والإحسان, قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.

وإن حصل منك الاستجابة لهما في معصية, فلا يعد هذا بمجرده شركًا, وإنما معصية تستوجب التوبة بشروطها: من الندم, والإقلاع, وعدم العود لمثله, ومن تاب تاب الله عليه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني