الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصراني يعتقد بواحدانية الله ورسالة النبي ولم ينطق بالشهادتين، هل يُعامل كمسلم؟

السؤال

فضيلة الشيخ: لدينا معلم أجنبي يقول ‏عن نفسه بأنه مسيحي، ولكنه يعيش ‏بين المسلمين، ويحب الإسلام كثيرا، ‏ويقول بأنه يؤمن بأن الله واحد، وأن ‏عيسى عليه الصلاة والسلام نبي ‏كسائر الأنبياء وهو ليس بإله، ‏ويؤمن بأن محمدا صلى الله عليه ‏وسلم نبي، ودائما ما يمتدح الإسلام ‏بأنه دين السلام، ودين الوسط، ‏والحب...الخ. وعندما كان يقول لنا ‏بأنه يؤمن بأن الله واحد، وأن محمدا ‏صلى الله عليه وسلم نبي، ننظر إليه ‏باستغراب، فيرد على نظراتنا: (أنا ‏أعرف أنني بهذا أسمى مسلما وليس ‏مسيحيا) ، وعندما نسأله: لماذا لا ‏ينطق بالشهادتين؟ يقول: لأن الإسلام ‏فيه قواعد كثيرة.
فهل هذا المعلم ‏باعتقاده بوحدانية الله، ورسالة النبي ‏صلى الله عليه وسلم، يعد مسلما وإن ‏لم ينطق بالشهادتين، مع العلم بأنه لا ‏يعمل أعمال المسلمين كالصلاة ؟
‏2- هذا الرجل يتعامل معنا وكأنه ‏مسلم، فعندما يدخل علينا الفصل يلقي ‏علينا السلام بالعربية.‏
‏ فهل يجوز لي إن دخلت على مكتبه ‏وكان منفردا أن أبتدئه بالسلام أو ‏الترحيب حيث إنني إن لم أفعل ذلك ‏فسيعيبه علي، وقد يأخذ في نفسه علي ‏بسبب فعلي هذا.‏
‏ فما الحكم في مثل هذه الحالة؟
‏ وما هو المعنى الصحيح الكامل ‏لحديث: (( لا تبدؤوا اليهود ‏والنصارى بالسلام...)) ؟
‏ أثابكم الله ورفع قدركم.‏

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فهذا المعلم المذكور لا يكون مسلما إلا إذا تلفظ بالشهادتين، وبرئ مما ينتسب إليه من الدين الباطل، ومجرد ثنائه على الإسلام أو إقراره بما ذكر، لا يدخله في دين الله حتى ينطق بالشهادتين؛ لأن النطق بهما مع القدرة شرط في صحة الإسلام؛ وانظر الفتوى رقم: 132961.

وعليه؛ فهذا الرجل كافر، يعامل معاملة أمثاله من الكفار، فلا يجوز ابتداؤه بالسلام في قول الجمهور، ومن العلماء من رخص في ذلك للمصلحة، ومنهم من رخص في ابتدائهم بغير تحية الإسلام، وتفصيل القول في هذه المسائل، وبيان معنى الحديث المشار إليه قد فصلناه في فتاوى كثيرة؛ وانظر الفتوى رقم: 127032 وما أحيل عليه فيها.

جاء في الروض مع حاشيته: ولا يجوز تصديرهم -يعني أهل الذمة- في المجالس، ولا القيام لهم، ولا بداءتهم بالسلام، أو بكيف أصبحت أو أمسيت، أو حالك، أي ولا يجوز أن يقال لهم: كيف أنت وكيف حالك؟ قال أحمد: هذا عندي أكبر من السلام، وجوز الشيخ -يعني شيخ الإسلام ابن تيمية- أن يقال: أهلا وسهلا، وكيف أصبحت وكيف حالك؟ ويجوز بأكرمك الله، وهداك الله، يعني للإسلام. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني