الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الأولى في التأليف كتابة أمثال فقه السنة لسيد سابق، أم المستجدات، أم تحقيق التراث؟

السؤال

ما هي المواضيع التي من الأولى الكتابة فيها من العلوم الشرعية: كتابة أمثال فقه السنة لسيد سابق، أم المستجدات، أم تحقيق التراث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن كل ما ذكرتِ يعتبر مقصِدًا حسنًا من مقاصد التصنيف؛ فإعادة صياغة بعض الموضوعات الفقهية المهمة, وتيسيرها لعامة الناس مثل ما يتعلق بفقه المرأة المسلمة، أو فقه الأسرة، أو فقه المعاملات المالية، يعتبر عملاً جيدًا.

وكذلك الكتابة والتصنيف في المسائل المستجِدة والنوازل الفقهية, مثل: فقه الأقليات المسلمة - فقه الاغتراب -، والمعاملات المالية المعاصرة، والنوازل السياسية في المجتمع المدني, ونحو ذلك.

وكذلك فإن تحقيق النادر والمهم من كتب التراث يعتبر عملاً جيدًا.
ولكن ينبغي التأكد من استكمال الشخص الذي يريد التصنيف للآلة العلمية التي تعينه على الكتابة في الفقه الإسلامي؛ من حيث الكم المعرفي، ودقة الفهم, وحُسن التصور, ونحو ذلك, كما ينبغي التأكد من عدم وجود أعمال علمية تغني - ولو جزئيًا - عن عمله؛ حتى لا تتكرر الجهود, كما يجب التأكد من أن الحامل على الكتابة والتصنيف هو ابتغاء ما عند الله تعالى، وليس التّكثُّر, والتسميع, والرغبة في الذِّكر والاشتهار, ونحو ذلك من المقاصد الرديئة التي يمحق الله تعالى بسببها عمل العبد، وتكون سببًا في أن يُسعِّر الله تعالى به النار، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إِنَّ أَوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَيْهِ رَجُلٌ تَعَلَّمَ الْعِلْمَ وَعَلَّمَهُ، وَقَرَأَ الْقُرْآنَ، فَأُتِيَ بِهِ فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَهَا، قَالَ: فَمَا عَمِلْتَ فِيهَا؟ قَالَ: تَعَلَّمْتُ الْعِلْمَ، وَعَلَّمْتُهُ وَقَرَأْتُ فِيكَ الْقُرْآنَ، قَالَ: كَذَبْتَ، وَلَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ الْعِلْمَ لِيُقَالَ: عَالِمٌ، وَقَرَأْتَ الْقُرْآنَ لِيُقَالَ: هُوَ قَارِئٌ، فَقَدْ قِيلَ، ثُمَّ أُمِرَ بِهِ فَسُحِبَ عَلَى وَجْهِهِ حَتَّى أُلْقِيَ فِي النَّارِ. رواه مسلم مطوَّلاً.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني