الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كـل شيء حاصل بـقـدر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...خطبت العام الماضي لرجل ثري ووافقت عليه وتركت الأمر لزوجة أخي ووالدتها( وهي وزوجة أبي ) وأخواتي لأبي وتكلموا مرتين يريدون أن يأتوا للخطبة ولا أعلم ماذا يحصل لأنني لم أتابع الموضوع بنفسي لأنني اعتبرت المسألة مسألة كرامة مع أنني كنت أعلم أنهم يكرهون لي الخير وللجميع لأنهم أثرياء ولا يتمنون أن يكون أحد أعلى منهم والخطبة كانت عن طريق أخت زوجة أبي لأبيها وهم لا يحبونها ويغارون منها لأن سمعتها طيبة جدا وتعمل أعمال الخير لجميع الناس وموفقة في حياتها والحمد لله . سؤالي هو: هل أنا تركت ما يخصني للغير وجعلتهم يتحكمون في مصيري أقصد أنني لم أتحرك وأفهم السبب من السيدة الفاضلة لأن الله سبحانه وتعالى يريد من عبده أن يسعى لما ينفعه ولا يتكل على النصيب كما فعلت أنا أم أن هذا قدر الله لي ؟أفيدوني جزاكم الله خيراً.......

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: كل شيء بقدر حتى العجز والكيس. رواه مسلم.
ومن معاني العجز هنا: ترك ما يجب فعله، والتسويف به، وتأخيره. والكيس ضد العجز وهو: النشاط والحذق بالأمور.
ومعنى الحديث أن عجز العاجز قد قدره الله، وكيس الكيس قد قدره الله تعالى.
فإن الله عز وجل قد كتب مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.. كما صح بذلك الحديث في صحيح مسلم وغيره.
فعلى الأخت أن توقن بأن ما تم قد قدره الله عز وجل.
وأنه لا يستطيع أحد من الخلق أن يحول بينها وبين خير قدره الله لها، كما لا يستطيعون دفع مكروه قدره الله عليها، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك. رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي.
فنقول للأخت أريحي نفسك من "لو" و"لعل" واعلمي أن ما حصل كان مقدراً، ولكن إن أمكنك أن تأخذي بشيء من الأسباب المباحة كأن تبلغي هذه المرأة بموافقتك على الزواج فينبغي أن تفعلي، ومما ينبغي أن تتنبه له الأخت السائلة أن اختيار الزوج لا ينبغي أن يخضع لمقياس الثراء والغنى، بل ينبغي أن تختار الزوج الصالح.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني