الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عقوبة اتهام المسلم بما ليس فيه

السؤال

لدينا زوجة أخ تسكن معنا ولا تمر فترة إلا وترمي الاتهامات بغرض فتح باب للمشاكل، وفي رمضان اتهمت أحد إخواني بأنه يفطر في رمضان وهو والله اتهام باطل ـ فحسبنا الله ونعم الوكيل ـ وسؤالي هو: أخي يفكر في تقديم شكوى ضدها، فهل سينصف وتتم معاقبتها في الشرع؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمن سبّ مسلماً أو رماه بما لا حدَّ فيه بغير حق، فلا حدّ عليه، لكن إن ثبت ذلك عند الحاكم فإنه يعزرّه بما يراه الحاكم كافيا لردعه، قال ابن قدامة رحمه الله: وكذلك لو قال: يا كافر، يا فاسق، يا سارق، يا منافق، يا فاجر......... فلا حد في ذلك كله لأنه قذف بما لا يوجب الحد، فلم يوجب الحد، كما لو قال: يا كاذب، يا نمام، ولا نعلم في هذا خلافا بين أهل العلم، ولكنه يعزر لسب الناس وأذاهم.

وعليه؛ فإن كانت زوجة أخيك قد اتهمت أخاك زوراً بأنه يفطر رمضان لغير عذر، وثبت ذلك عند الحاكم فإنه يعزرّها بما يراه حسب اجتهاده.

لكن الذي ننصح به أن تكتفوا بنصح تلك المرأة وأمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر، وإذا لم تنته فلتخبروا زوجها، أو من يقدر على ردعها من أوليائها، وننبه إلى أن الأصل استحباب العفو عن المسيء، فهو من أعمال البر التي يحبها الله، وهو يزيد صاحبه عزاً وكرامة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:.. وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا. رواه مسلم.

كما أنه سبيل لنيل عفو الله ومغفرته، قال تعالى: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {النور:22}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني