الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى: صالح الحديث، لين الحديث، مقارب الحديث

السؤال

ما معنى قول المحدثين-رحمهم الله- عن أحد الرواة بأنه صالح الحديث، أو لين الحديث، أو مقارب الحديث؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن هذه العبارات يعبر بها أهل المصطلح عن الدرجة الأخيرة من مراتب التعديل، وأصحابها لا يحتج بهم على انفراد كما قال العراقي في هذه المرتبة:
وصالح الحديث أو مقاربه جيده، حسنه، مقاربه ...
وقال النووي في التقريب: الرابعة: صالح الحديث يكتب للاعتبار، وأما ألفاظ الجرح، فمراتب، فإذا قاولوا: لين الحديث كتب حديثه، ونظر اعتباراً، وقال الدارقطني: إذا قلت: لين لم يكن ساقطاً، ولكن مجروحاً بشيء لا يسقط عن العدالة، وقولهم: ليس بقوي يكتب حديثه، وهو دون لين ..اهـ.

وقد نقل الخطيب البغدادي في كتابه: الكفاية في علم الرواية: أن علي بن محمد بن عمر القصار أخبرهم عن ابن أبي حاتم أنه قال: وجدت الألفاظ في الجرح والتعديل على مراتب شتى، فإذا قيل للواحد إنه ثقة أو متقن فهو ممن يحتج بحديثه. وإذا قيل إنه صدوق، أو محله الصدق، أو لا بأس به فهو ممن يكتب حديثه وينظر فيه، وهي المنزلة الثانية. وإذا قيل شيخ فهو بالمنزلة الثالثة، يكتب حديثه وينظر فيه إلا أنه دون الثانية. وإذا قيل صالح الحديث، فإنه يكتب حديثه للاعتبار. وإذا أجابوا في الرجل بلين الحديث، فهو ممن يكتب حديثه، وينظر فيه اعتبارا. وإذا قالوا ليس بقوي، فهو بمنزلة الأول في كتب حديثه إلا أنه دونه. وإذا قالوا ضعيف الحديث، فهو دون الثاني لا يطرح حديثه بل يعتبر به. وإذا قالوا متروك الحديث، أو ذاهب الحديث. أو كذاب فهو ساقط الحديث لا يكتب حديثه، وهي المنزلة الرابعة. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني