الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وعْـدُ لا يجب الـوفـاء به.

السؤال

وعدت ربي وعدا فقلت وعد مني يا رب لا أتزوج وإني قادم إليك شهيدا. هل الوعد سليم. جزاكم الله خيراً....

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فلا شك أن المسلم مطالب بالوفاء بعهده، وإنجاز وعده، ولا شك أن وعد الله تعالى أحق بالوفاء، وأعظم في التأكيد، قال تعالى: وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ [النحل:91].
وقال تعالى: وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً [الإسراء:34].
ولكن هذا النوع من الوعد لا يجب الوفاء به لأنه مخالف للسنة، وهو ليس يميناً حتى تلزم منه الكفارة، وليس عليك إلا أن تستغفر الله تعالى، وتتوب إليه، وتتزوج امتثالاً لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: يا معشر الشباب: من استطاع منكم الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج. رواه البخاري ومسلم.
والزواج لا يتعارض مع حصول المقاصد المحمودة، بل ربما كان عونا عليها، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه أتقى الناس وأعبدهم لله وأحرصهم على الخير وكانوا متزوجين، وقد نال كثير منهم الشهادة في سبيل الله.
والخلاصة: أن هذا الوعد لا يجب الوفاء به، وأن الأولى هو اتباع السنة، ولمزيد من الفائدة يرجى الاطلاع على الفتوى رقم:
17555.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني