الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا حرج في الدعاء بـ: اللهم إني أسألك عيش السعداء، وموت الشهداء...

السؤال

ما حكم الدعاء بقولنا: "اللهم إني أسألك عيش السعداء، وموت الشهداء، والحشر مع الأتقياء، ومرافقة الأنبياء"؟ وما أصل هذا الدعاء؟ وهل هو من السنة - جزاكم الله تعالى خيرًا -؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد أخرج الترمذي عن داود بن علي - هو ابن عبد الله بن عباس - عن أبيه، عن جده - ابن عباس - قال سمعت نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول ليلة حين فرغ من صلاته: اللهم إني أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي، وتجمع بها أمري، وتلم بها شعثي، وتصلح بها غائبي، وترفع بها شاهدي، وتزكي بها عملي، وتلهمني بها رشدي، وترد بها ألفتي، وتعصمني بها من كل سوء، اللهم أعطني إيمانًا ويقينًا ليس بعده كفر، ورحمة أنال بها شرف كرامتك في الدنيا والآخرة، اللهم إني أسألك الفوز في العطاء، ونزل الشهداء، وعيش السعداء، والنصر على الأعداء ... الحديث، وفيه: أسألك الأمن يوم الوعيد، والجنة يوم الخلود، مع المقربين الشهود، الركع السجود... إلى آخر الحديث.

قال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه مثل هذا من حديث ابن أبي ليلى إلا من هذا الوجه، وقد روى شعبة، وسفيان الثوري عن سلمة بن كهيل، عن كريب، عن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وسلم بعض هذا الحديث، ولم يذكره بطوله.

ورواه ابن خزيمة، والطبراني، وضعفه الألباني.

وعلى هذا: فالدعاء المذكور وارد بعضه في حديث ضعيف، ولعل الراوي خلط مجموعة من الأدعية - كما أشار الترمذي -.

وعلى أية حال: فالدعاء المذكور صحيح المعنى، وليس في عباراته نهي، ومن ثم فلا بأس بالدعاء به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني