الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصلي الفجر في المسجد لئلا يظن بي النفاق، فهل هذا من الرياء؟

السؤال

علمت من موقعكم أن صلاة الجماعة تجوز في أي مكان، ولكني أصلي في المسجد ما عدا صلاة الفجر؛ فأحيانًا أصليها في البيت في وقتها- أقصد قبل الشروق - لأنه يصعب عليَّ الاستيقاظ وقت أذان الفجر، ولكني في بعض الأحيان يكون الدافع الذي يجعلني أصلي في المسجد ألا يقال عني منافق؛ لأنه معلوم عند بعض الناس أن من يترك صلاة الجماعة في المسجد منافق، وأنا أميل لأن أصلي صلاة الفجر فقط في البيت، ولكني ما يدفعني لصلاتها في المسجد هو مخافة أن يقال عني منافق، فهل هذا رياء أم لا؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فالواجب على المسلم أن يفعل العبادة طاعة لله، وطاعة لرسوله صلى الله عليه وسلم، لا دفعًا للتهمة عن نفسه، وطلبًا لحسن ظن الناس به؛ بحيث لولا دفع التهمة ما فعلها, ومن وقع في هذا فقد وقع في أمر لا يجوز، ولا شك.

قال الفضيل بن عياض: ترك العمل من أجل الناس رياء، والعمل من أجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منهما. اهــ .

ونحن وإن ذكرنا في فتاوى كثيرة خلاف الفقهاء في وجوب جماعة المسجد - ورجحنا في بعضها عدم الوجوب - فإن هذا لا يعني التساهل فيها, وصلاة الجماعة في المسجد أوجبها كثير من الفقهاء, وقد كان التخلف عنها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم أمارة على النفاق، لا سيما جماعة العشاء وجماعة الفجر.

فاتق الله - أخي السائل - واجتهد على أداء الصلاة مع جماعة المسلمين في المسجد طاعة لله تعالى، وتطهيرًا لنفسك من أمارات النفاق، لا دفعًا للتهمة عن نفسك، وطلبًا لحسن ظن الناس بك .

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني