الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معنى قوله تعالى: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}

السؤال

قال الله تعالى: (من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها). فهل إذا قلت: أشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، فهنا لا أجد أحسن منها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فقول الله تعالى: مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ [الأنعام:160]

يخبر الله -جلَّ وعلا- فيه أن من وافى ربه يوم القيامة بالحسنة، فله عنده عشر أمثال حسنته التي جاء بها، والحسنة في هذا الموضع عامة كالإيمان بالله، والإقرار بوحدانيته، والتصديق برسوله، وأعمال البر والإحسان إلى الخلق..

قال ابن الجوزي رحمه الله: فإن قيل: لا إله إلا الله من الحسنات فهل لها مثل؟
فالجواب: أن جزاء الحسنة معلوم القدر عند الله، فهو يعطي فاعلها عشر أمثالها. اهـ.

ويقول الطبري: فإن قلت: فهل لقول: "لا إله إلا الله" من الحسنات مثل؟ قيل: له مثل هو غيره، وليس له مثل هو قول لا إله إلا الله. وذلك هو الذي وعد الله -جلَّ ثناؤه- من أتاه به أن يجازيه عليه من الثواب بمثل عشرة أضعاف ما يستحقه قائله، وكذلك فيمن جاء بالسيئة التي هي الشرك، إلا أن لا يجازي صاحبها عليها إلا ما يستحقه عليها من غير إضعاف عليه. اهـ.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني