الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الموازنة بين الحب في الله والبغض في الله

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيمأنا فتاه من صغر سني أحببت شخصا في الله وأردت له كل الخير مع العلم أن هذا الشخص من أهل الفن (مغني) لكنه يختلف عن البقية فهو معروف عنه بأنه ذو خلق حميد ويهتم بالفقراء والمساكين والكل يشهد بهذا ويقال عنه إنه يعمل هذه الأعمال من أجل الشهرة إنما هو من نفسه يحزن إذا علم أن أحدا يعرف بأعماله الخيريه أرجوكم أرشدوني هل نيتي ودعواتي له بالصلاح صادقه؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالمؤمن قد يبغض من جهة ويحب من جهة، يحب لما فيه من الخير والطاعة، ويبغض لما فيه من الشر والمعصية، فمن أحب شخصاً لما يظهر له فيه من الخير والطاعة، أثابه الله على محبته، وإن لم يعلم حقيقة باطنه، لأن حقيقة حبه لهذا الشخص هو محبة ما يحبه الله ورسوله من الطاعة، فكان مثاباً عليها من هذه الجهة.
وكما أن الشخص يثاب إذا أحب لله، فإنه يثاب كذلك إذا أبغض لله، وفي الحديث: "أوثق عرى الإيمان الحب في الله، والبغض في الله" رواه الطبراني، وهو حديث حسن.
وإذا كان الشخص يحب ما يحبه الله ورسوله ويكره ما يكرهه الله ورسوله، فهو من الراشدين السالكين طريق الحق، كما قال تعالى: (وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمُ الْأِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمُ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُولَئِكَ هُمُ الرَّاشِدُونَ) [الحجرات:7].
فالمقصود أيتها الأخت السائلة أنه كما أحببت هذا الشخص بقدر ما فيه من الخير، فالمطلوب منك هو بغضه بقدر ما فيه من الشر والمعصية، لأن من أحب لله أطاع الله الذي أحب لأجله، فإن المحبوب لأجل غيره تكون محبته تابعة لمحبة ذلك الغير.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني