الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تعارض بين كوننا أمة واحدة، وبين وجود المذاهب الفقهية

السؤال

لماذا كل هذه المذاهب الأربعة -إن كنا فرقة واحدة- أهل السنة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله، وصحبه، ومن والاه، أما بعد:

فلا تعارض بين كوننا أمة واحدة، وبين وجود المذاهب الفقهية، فالعلماء يختلفون لأسباب متعددة، فيتبع كل منهم ما أداه إليه اجتهاده في المسألة، فقد يصح الحديث عند بعضهم، ولا يصح عند غيره، وقد يصح الحديث ويكون له معارض من نص آخر، فيصير إلى هذا المعارض، ولا يرى ذلك غيره، وقد لا يبلغ بعضهم النص في المسألة... إلى غير ذلك من الأسباب التي يختلفون لها.

والاختلاف بين هذه المذاهب ليس في أصول الدين، وأركانه، وقواعده العامة، وإنما في مسائل فرعية كان يحصل الخلاف في مثلها زمن النبي صلى الله عليه وسلم، كاختلاف الصحابة في صلاة العصر في غزوة بني قريظة، هل يصلونها في الطريق قبل خروج وقتها، أم يصلونها عند وصولهم لبني قريظة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: لا يصلين أحد منكم العصر إلا في بني قريظة. فمنهم من صلاها في الطريق خوفًا من خروج وقتها، وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم أراد منا سرعة الذهاب، ولم يرد منا إخراج الصلاة عن وقتها، وقال آخرون: لا نصليها إلا في بني قريظة كما أمرنا، ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم هؤلاء، ولا هؤلاء.

والمسائل الفرعية التي اختلف فيها الصحابة الكرام كثيرة، ومع ذلك كانوا أمة واحدة تنشر الإسلام، وتهدي -بإذن الله تعالى- العباد، وتفتح البلاد، فمن الخطأ والجهل تصوير الخلاف الفقهي بين المذاهب الفقهية على أنه تفريق للأمة؛ وانظر الفتوى رقم: 42735، والفتاوى المرتبطة بها عن المذاهب الأربعة وسبب اختلافها، والفتوى رقم: 16829 عن الاختلاف.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني