الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

مسائل في الاستخارة وادِّعاء الغيب وإهداء ثواب القراءة للنبي

السؤال

تعرفت على امرأة مسلمة عن طريق والدتي فهي تفسر لها ما ترى من الأحلام... وتقول لها إن كان المنام من الشيطان أو من حديث النفس أو له تفسير ما، تعرفت عليها هاتفيا وهي تتعامل مع الأشخاص بحب ورحمة وتعمل لمن تعرفت عليهم استخارة وتعرف مبدئيا حالهم وإن كانوا يعانون وجعا من خلال استخارتها، وتعرف من خلال استخارتها للشخص إن كان مريضا جسديا أو نفسيا أو به أذى... أو من عمل أحد أو من نفسه بسبب قلة طاعاته، ومن خلال الاستخارة تعطي للمستخار له الأوراد وبعض سور القرآن.. أصبحت أتواصل معها لهذا السبب لأنني كثيرة المنامات وبدأت تنصحني وترشدني إلى قراءة الأذكار والبقرة والعناية بالفرائض والسنن والبعد عن الغيبة لنتقرب من الله حتى أبعدت عن نفسي البغض لمن ظلمني من خلال كلامها الروحاني، وتنصحني بالعناية بزوجي وأهله لأكسب الأجر وتنبهني على تربية أولادي بالكلمة الطيبة وحب الله بعيدا عن الضرب كي لا يصيبهم أذى، وتعطيني أورادا بعضها سور كاملة من القرآن كالبقرة، وسورة النور، ويس والجن، والصافات، والرحمن، وبعضها آيات مختلفة حسب حالتي التي تفسرها من الرؤيا، وبعضها أذكار وتقول لي عليك بقراءة هذه الآيات والسور على ماء واشربي منه أنت وأهل بيتك، وبعد أن تنهي القراءة تهدي ثواب ما قرأت من ذكر وقرآن وتسبيح إلى روح النبي عليه أفضل الصلاة والسلام وإلى جميع مشايخ الأرض وشهدائها وأوليائها ونخص بعض أسماء الأولياء، فهل هذا صحيح؟ بدأت من خلال تفسيراتها تقول لي إنها تعلمت الشريعة، ومنذ سنوات قليلة بدأت تمشي على طريق أهل الطريقة لتصبح متقربة إلى لله عن طريق أهل الشريعة والطريقة فهل أبقى على تواصل معها وأسير على طريقها أم لا؟.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فالذي يبدو لنا من حال هذه المرأة أنها على طريقة بعض أهل التصوف الذين قد يخلطون الحق بالباطل، وغالبا ما يكون حسن النية مع الجهل بالدين الدافع لهم على الوقوع في ذلك، ومن الحق فيما ذكرت عن هذه المرأة ما يلي:

أولا: تعبير الرؤى: فإن كانت تحسن ذلك، فإنه لا حرج فيه، وراجعي في تعبير الرؤى الفتوى رقم: 38258.

وقد ثبت في السنة الصحيحة أن ما يراه النائم على ثلاثة أقسام: رؤيا صالحة من الله، أو حلم من الشيطان، أو حديث نفس. والرؤيا الصالحة أمرها واضح، ولكن قد يصعب التمييز بين حلم الشيطان وحديث النفس، فكلاهما يمكن أن يكون من الأمور السيئة المفزعة.

ثانيا: حثها إياك على الأذكار وقراءة القرآن والرقية الشرعية والعناية بزوجك وتربية الأولاد على الخير، واجتناب المعاصي كالغيبة ونحوها.

ومن الأباطيل أو الأخطاء في أفعالها هذه الآتي:

الأول: أن الاستخارة لا تدخلها النيابة، فلا يستخير أحد عن أحد، هذا هو الراجح، كما بينا في الفتوى رقم: 56694.

الثاني: ادعاء شيء من الغيب حين تخبر المصاب إن كان هذا من أحد من الناس أم من نفسه بسبب قلة الطاعات أو الوقوع في المعاصي، فهذا أمر لا سبيل إلى الجزم به، فهذا وأمثاله قد يكون مؤشرا إلى التعامل مع الجن والاستعانة بهم، وهذا من شأن السحرة في الغالب.

الثالث: إهداء ثواب القرآن للنبي -صلى الله عليه وسلم-، وهذا لا يشرع، ويشرع إهداؤه لغيره على الراجح، ولكن تخصيص المشايخ والأولياء محل إشكال، فقد يكون ذلك دافعه ما يكون من أهل التصوف وعوام المسلمين من اعتقاد في هؤلاء، وهذا من الذرائع إلى اعتقاد النفع والضر فيهم والوقوع في الشرك، ولمزيد الفائدة نرجو مطالعة الفتوى رقم: 27699.

فنصيحتنا لك أن تجتنبي هذه المرأة، وإذا كانت بك حاجة إلى شيء من الرقية أو تفسير الأحلام؛ فتحري من كان على استقامة في العقيدة والعمل، فغيرهم قد لا يخلو من تعامل مع الجن والاستعانة بهم في معرفة بعض المغيبات ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني