الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج المبتلى بحسد نفسه والآخرين، ومعنى قول: ما شاء الله

السؤال

أحسد نفسي، والناس، وما معنى قول: ما شاء الله؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:

فإن كنت مبتلاة بالحسد، فعليك أن تسعي جاهدة في التخلص منه، ويعينك على ذلك أن تستحضري أن النعم إنما هي من الله تعالى، وأن الحاسد معترض على الله تعالى في قسمه، وأن تجتهدي في الدعاء أن يصرف الله عنك هذا الداء؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه سبحانه، يقلبها كيف يشاء، وأن تستحضري قبح الحسد، وذمه في الشرع الشريف، فترغبي بنفسك عن هذه المرتبة الدنية؛ وراجعي للفائدة في الأمور المعينة على ترك الحسد الفتوى رقم: 5557.

وأما معنى ما شاء الله، فهو أن هذا الأمر، أو تلك النعمة إنما حصلت بمشيئة الله تعالى، فهي عطية منه، وتفضل، فالأمور كلها بيده سبحانه.

قال ابن عاشور في تفسير قوله تعالى: وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ {الكهف:39}: وَ (مَا) مِنْ قَوْلِهِ: مَا شاءَ اللَّهُ أَحْسَنُ مَا قَالُوا فِيهَا: إِنَّهَا مَوْصُولَةٌ، وَهِيَ خَبَرٌ عَنْ مبتدأ مَحْذُوفٍ، يَدُلُّ عَلَيْهِ مُلَابَسَةُ حَالِ دُخُولِ الْجَنَّةِ، أَيْ: هَذِهِ الْجَنَّةُ مَا شَاءَ اللَّهُ، أَيِ: الْأَمْرُ الَّذِي شَاءَ اللَّهُ إِعْطَاءَهُ إِيَّايَ. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني