الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستمتاع بالزوجة بعد العقد وقبل الدخول

السؤال

عقدت على زوجتي منذ حوالي أسبوع، على أن تكون ليلة الزفاف بعد شهر وأسبوع من تاريخ العقد، وقد درست في جامعة الأزهر، وقرأت كثيرًا من كتب الفقهاء القدامى والمعاصرين، ومع ذلك فأنا مضطرب وخائف مما فعلت مع اعتقادي صحته، فقد قبلت زوجتي المعقود عليها، وفاخذت وعانقت وحضنت، ورأيتها في ملابس ضيقة، وأجلستها على فخذي ورجلي، ورأيت شعرها، وتحسست جسدها دون حائل؛ لعلمي أنه زواج مستكمل لشروطه وأركانه، وقد دفعت المهر الحال، وأشهرت النكاح، فالقاصي والداني يعلمه، غير أني لا أجامع جريًا على العرف؛ لأن المعروف عرفًا كالمشروط شرطًا، وهذا آمن وأحوط، وأجلب للسلامة، فهل أنا آثم وعاص؟ فزوجتي تشعر بحزن وخوف بعد الذي حصل، وحاولت تهدئتها ولكنها خائفة جدًّا مما حصل، حتى قررت أن تمنعني من نفسها تمامًا، وهل الاسترسال في تلك الأفعال يضعف الشهوة والعملية الجنسية؟ وهل هذا يؤثر على الجماع ليلة الزفاف؟ وهل تعجلت ذلك؟ وهل سيؤثر على العلاقة الزوجية سلبًا؟ وهل هذا يؤذي زوجتي أو يسبب لها شيئًا؟ فقد أداعبها بشدة فأشعر أنها أرهقت أو تعبت، ولا أدري من أي شيء، فوالله إني لم أفعل هذا عن دنية، ولا خبث، ولكني امرؤ شاب أخاف على نفسي، وعندما عقدت قلت لنفسي: الآن فرج الله عني، وستقضي وطرك في حلال، ولم أر امرأة من قبل، وإذا جال بخاطري شيء ذهبت إليها فاستمتعت بها؛ لأني قرأت أن النبي صلى الله عليه وسلم أتى أم المؤمنين زينب وقال: إذا رأى أحدكم امرأة تعجبه فليأت أهله، فإن ذلك يذهب ما في قلبه، وحيث إني أمتنع عن الجماع فقد اعتبرت أن ما أفعله يقوم مقامه، فهل أنا سيئ وفاسد كما ترى زوجتي؟ وهل ما حدث سيجعلني لا أشعر بلذة الجماع ولذة الشهوة بعد الدخلة؟ هل هذا سيغير من علاقتي بزوجتي؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالعقد الصحيح يترتب عليه حل الاستمتاع بين الزوجين.

وعليه؛ فلا حرج عليك في الاستمتاع بزوجتك، ولا يقدح ذلك في دينك، أو خلقك، قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله-: .. وهل له أن يباشرها، وإن لم يحصل الدخول الرسمي؟ فلو عقد عليها ـ مثلاً ـ وهي في بيت أهلها، ولم يحصل الدخول الرسمي الذي يحتفل به الناس، فذهب إلى أهلها وباشرها جاز؛ لأنها زوجته، إلا أننا لا نحبذ أن يجامعها....".

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني