الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سبب تسمية السَبّابة، وجواز ذكرها على الألسنة

السؤال

ما المقصود بكلمة السَبّابة التي بين الإبهام والوسطى؟
حضرت محاضرة وذكر الشيخ حديث فضل كفالة الأيتام؛ لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما شيئا) وعندما أشار بأصبع السَبّابة قال لا ينبغي أن نقول السَبّابة لأن المسلم ليس بسبّاب.
ما قولكم في هذا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمقصود بالسبابة: الأصبع: الثانية بعد الإبهام، أي التي بين الإبهام والوسطى. وكون اسم السبابة مشتقا من السب فهو أمر صحيح، قال النفراوي في كفاية الطالب الرباني: سميت بذلك لأنهم كانوا يشيرون بها إلى السب في المخاصمة. وجاء في تهذيب الأسماء واللغات للنووي قال: والأصبع السبابة، وهي تلي الأبهام سميت بذلك؛ لأن الناس يشيرون بها عند السب. اهـ
ولكن مجرد ذكر اسم السبابة لا يعني بالضرورة قصد السب؛ فقد ورد ذكر السبابة في أحاديث كثيرة غير الحديث المذكور، وهو حديث صحيح جاء في الصحيحين وغيرهما، ومنها قوله صلى الله عليه وسلم: بُعِثْتُ أَنَا وَالسَّاعَةَ كَهَاتَيْنِ، وَيَقْرِنُ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ السَّبَّابَةِ وَالْوُسْطَى. متفق عليه
كما جاء ذكرها على ألسنة كثير من أهل العلم، ومن ذلك قول ابن القيم في كتاب الصلاة وأحكام تاركها: وكان يرفع أصبعه السبابة ويحنيها قليلا يوحد بها ربه عز وجل.. وقول الصنعاني في سبل السلام: خُصَّتْ السَّبَّابَةُ بِالْإِشَارَةِ لِاتِّصَالِهَا بِنِيَاطِ الْقَلْبِ، فَتَحْرِيكُهَا سَبَبٌ لِحُضُورِهِ.
وتسمى أيضا المسبحة؛ للإشارة بها إلى التوحيد والتنزيه وهو التسبيح، ولأن المصلي يشير بها في التشهد، وقد جاءت تسميتها بالمسبحة في أحاديث صحيحة، فمن ذلك ما جاء في صحيح البخاري ...حَدَّثَنَا أَبُو عُثْمَانَ وَأَشَارَ أَبُو عُثْمَانَ بِإِصْبَعَيْهِ: المُسَبِّحَةِ وَالوُسْطَى، وما جاء في صحيح مسلم عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُؤَيْبَةَ قَالَ: ..لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ.
وعلى ذلك فلا حرج في تسميتها بالسبابة أو المسبحة، فكل ذلك واسع إن شاء الله تعالى.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني