الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

غير النبي صلى الله عليه وسلم اسم عفرة ولم يرد عنه شيء في عفراء

السؤال

هل اسم عفراء مكروه؟ وهل غير الرسول صلى الله عليه وسلم اسم عفراء إلى خضراء، أم عفرة إلى خضرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن الأصل في الأسماء الإباحة، ما لم يأت نص شرعي يدل على كراهة الاسم أو تحريمه، ومن ذلك عفراء، فإنا لم نعثر على حديث ثابت منع فيه النبي صلى الله عليه وسلم من التسمية بهذا الاسم، أو غيّره إلى اسم آخر. ومعنى عفراء: خالصة البياض، وأرض عفراء: بيضاء لم توطأ، والعفراء من الليالي: ليلة ثلاث عشرة، ذكر هذه المعاني ابن منظور في لسان العرب.

وأما اسم عفرة، فقد غيره الرسول صلى الله عليه وسلم إلى خضرة، روى الطبراني في معجمه الصغير من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سمع اسماً قبيحاً غيره، فمر على قرية يقال لها: عفرة، فسماها خضرة. وهو في السلسلة الصحيحة (208).

وقد قال أبو داود في سننه: وغير النبي صلى الله عليه وسلم اسم العاصي وعزيز…… إلى أن قال: وشهاباً فسماه هشاماً، وسمى حرباً سلماً، وسمى المضطجع المنبعث، وأرضا عفرة خضرة…. اهـ. قال أبو داود رحمه الله بعد سرده لهذه الأسماء: تركت أسانيدها للاختصار.

قال الإمام الخطابي في كتابه معالم السنن (4/ 128): وأما عفرة فهي نعت للأرض التي لا تنبت شيئاً، أخذت من العفرة، وهي: لون الأرض القحلة، فسماها خضرة على معنى التفاؤل لتخضر وتمرع. اهـ.

وإذا أردت أخي السائل مزيداً، فانظر زاد المعاد المجلد الثاني ص336، وجامع الأصول لابن الأثير المجلد الأول ص 376 الأثر رقم 165. وتهذيب السنن 7/255، وتحفة المودود، والوابل الصيب كلاهما لابن قيم الجوزية رحمه الله، وكذلك الفتح الرباني على مسند الإمام أحمد بن حنبل الشيباني 13/12، وانظر مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي، كتاب الأدب، باب تغيير الأسماء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني