الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقصود بقوله تعالى: (سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم..)

السؤال

أود أن أسأل عن علامة الصلاة التي تظهر في مقدمة رأس الإنسان، لماذا تظهر للرجال دون النساء؟ وهناك من الرجال من يتميزون بكثرة السجود، ولكن لا تظهر لهم هذه العلامة، فهل هي ما ذكره الله تعالى بقوله: (سيماهم في وجوههم من أثر السجود)؟
مع شكري وتقديري لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:

فالأثر الحسي الذي يكون على وجه الإنسان من السجود، ليس هو السيما التي ذكرها الله تعالى في صفة أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- في آخر سورة الفتح: سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ [الفتح:29].

بل المقصود بذلك ما يظهر على وجه المصلّي المخلص لله الخاشع في صلاته، القائم بما أوجبه الله عليه، التارك لما حرمه عليه، وهذه السيما هي ما يظهر على الوجه من السمت الحسن، والخشوع، والوقار، والتواضع، كما نقل هذه المعاني ابن كثير في تفسيره 4/205، عن عدد من السلف كابن عباس ومجاهد، ونقل عن منصور عن مجاهد أنه قال: سيماهم في وجوههم من أثر السجود قال: الخشوع، قلت: ما كنت أراه إلا هذا الأثر في الوجه، فقال: ربما بين عيني من هو أقسى قلباً من فرعون.
وقال بعض السلف: من كثرت صلاته بالليل حسن وجهه بالنهار. اهـ.

أما لماذا تظهر علامة الصلاة على وجوه الرجال دون النساء، وكذلك لا تظهر على وجوه بعض الرجال المكثرين من الصلاة؟ فالأمر يرجع لطبيعة جسم كل إنسان، وكيفية سجوده وطوله وكثرته، وأهم من ذلك ما يسجد عليه، فكلما كان ما يسجد عليه أخشن، كانت هذه العلامة أظهر، وعموماً ليس هذا الأثر هو المقصود في الآية، ولا تعتبر هذه العلامة دليلاً على صلاح الإنسان أو عدمه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني