الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التسمية بـ: ماريو، وكريستينا

السؤال

هل تجوز تسمية المولود الصبي بهذه الأسماء: دانيل، الكسندر، ماريو؟ وهل تجوز تسمية البنت بهذا الاسم: كرستينا؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأولى أن يسمي المسلم أبناءه بالأسماء الحسنة كعبد الله وعبد الرحمن وأسماء الأنبياء، وفي صحيح مسلم مرفوعاً: إن أحب أسمائكم إلى الله عبد الله وعبد الرحمن.

وأن يسمي بناته بالأسماء الحسنة كأسماء بنات النبي صلى الله عليه وسلم وزوجاته والصحابيات، وإن سمى بغير ذلك مما ليس فيه محذور شرعي، فلا حرج عليه في ذلك، وقد تكلمنا فيما سبق عن حكم التسمي باسم: دانيال ـ في الفتوى رقم: 74186.

وعن حكم التسمي بـ: أَلِكْسانْدرا ـ في الفتوى رقم: 277810.

وأما الاسمان: ماريو، وكريستينا ـ فهما من الأسماء الأعجمية، فإذا كانا مما يختصان بالكافرين ـ كما هو الظاهر ـ فلا يجوز التسمي بهما، قال ابن القيم في أحكام أهل الذمة: الأسماء ثلاثة أقسام:

الأول: قسم يختص المسلمين.

والثاني: قسم يختص الكفار.

والثالث: قسم مشترك...

والثاني: كجرجس وبطرس ويوحنا ومتى ونحوها، فلا يمنعون منه، ولا يجوز للمسلمين أن يتسموا بذلك، لما فيه من المشابهة فيما يختصون به.

والنوع الثالث: كيحيى وعيسى وأيوب وداود وسليمان وزيد وعمر وعبدالله وعطية وموهوب وسلام ونحوها، فهذا لا يمنع منه أهل الذمة ولا المسلمون. انتهـى.

وقد ذكر الشيخ بكر أبو زيد ـ رحمه الله ـ في رسالته تسمية المولود أنواعا من الأسماء المحرمة، فقال: التسمية بالأسماء الأعجمية المولدة للكافرين الخاصة بهم، والمسلم المطمئن بدينه يبتعد عنها وينفر منها ولا يحوم حولها، وقد عظمت الفتنة بها في زماننا، فيلتقط اسم الكافر من أوربا وأمريكا وغيرهما، وهذا من أشد مواطن الإثم وأسباب الخذلان، ومنها: بطرس، جرجس، جورج، ديانا، روز، سوزان... وغيرها مما سبقت الإشارة إليه، وهذا التقليد للكافرين في التسمي بأسمائهم، إن كان عن مجرد هوى وبلادة ذهن، فهو معصية كبيرة وإثم، وإن كان عن اعتقاد أفضليتها على أسماء المسلمين، فهذا على خطر عظيم يزلزل أصل الإيمان، وفي كلتا الحالتين تجب المبادرة إلى التوبة منها، وتغييرها شرط في التوبة منها. انتهى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني