الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قول: باسم الله، باسم ملكنا المفدى، باسم الشعب، باسم زملائي.

السؤال

ما صحة قول: باسم الله، باسم ملكنا المفدى، باسم الشعب، باسم زملائي؟.  

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فاللفظ المذكور لا يراد به فيما يظهر أن المتكلم به يقصد أنه يتكلم نيابة عن الله وعن الملك... إلخ ، وإنما يستعمل في الاستفتاح كما يُستفتح باسم الله تعالى تبركا وابتداء، وهو على هذا النحو لا يجوز لما فيه من إشراك غير الله تعالى مع الله عز وجل في الاستعانة به وابتداء التبرك باسمه جل في علاه، وقد سئلت اللجنة الدائمة عن بعض من يقوم بالتقديم لمحاضر أو شيخ يقول في البداية: (باسمي وباسمكم أرحب بفضيلة الشيخ) مثلا، فهل يجوز ذلك، وكذلك من يقول: (باسم الشعب أو الحكومة) وغيره؟
فأجابت بقولها: إذا كان المقصود أنه يرحب بالقادم أو الحاضر أصالة عن نفسه ونيابة عمن أقاموه في هذا الأمر فلا حرج في ذلك، وإذا كان يقصد الاستفتاح بها بدلا من اسم الله فهو ممنوع. اهــ

وفي مجموع فتاوى الشيخ ـ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى ـ: سئل الشيخ عن هذه العبارات: "باسم الوطن، باسم الشعب، باسم العروبة"؟
فأجاب قائلا: هذه العبارات إذا كان الإنسان يقصد بذلك أنه يعبر عن العرب، أو يعبر عن أهل البلد، فهذا لا بأس به، وإن قصد التبرك والاستعانة فهو نوع من الشرك، وقد يكون شركا أكبر، بحسب ما يقوم في قلب صاحبه من التعظيم بما استعان به. اهـــ

وإذا كان المتكلم باللفظ المذكور في السؤال يعني أنه يريد أن يتكلم باسم الملك أو باسم زملائه فليفصل البسملة باسم الله تعالى فيقول: "بسم الله الرحمن الرحيم" مثلا ثم يقول: إن شاء "باسم الملك أتحدث إليكم أو باسم زملائي" ونحوها.

والله تعالى أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني