الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قوله تعالى: (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه)

السؤال

معروف أننا لا نصرف القرآن عن ظاهره، خاصة في صفات الله -عز وجل-، ولكن هناك إشكال يثار من حين لآخر من قبل المذاهب الإسلامية الأخرى حول قوله تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه [فصلت: 42].
فبذلك يكون للقرآن يدان.. الخ، وهو أمر غير معقول قطعاً. فما السبيل للرد على هذا الإشكال؟
وجزاكم الله خير الجزاء.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:

فإن هذا الإشكال لا يحصل إلا عند من لا دراية لديه بأساليب اللغة العربية، ولا يثيره إلاّ جاهل، فإن في هذه الآية الكريمة أسلوباً جميلاً من أساليب اللغة العربية، فإن العرب يعبِّرون عمّا قَبْلَ الشيء وما بعده بقولهم: "ما بين يديه وما خلفه".

ومن ذلك: ما جاء في آيات أخرى -غير ما ذكرت-، منها قوله -تعالى-: فَجَعَلْنَاهَا نَكَالًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهَا وَمَا خَلْفَهَا وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ {البقرة: 66}، وقوله تعالى: وَقَدْ خَلَتِ النُّذُرُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا اللَّهَ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ {الأحقاف: 21}، ومن ذلك -أيضاً- قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: اعدد ستاً بين يدي الساعة: موتي، ثم فتح بيت المقدس. كما في صحيح البخاري.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني